الى سيد الالم والاحزان

يا ذا الالم الموحش

كم رأيتك تكتسح الابتسامات

وتصافح كل حزن يشدوا ألمك ووحدتك

وتضحك على السعادة .. وتطردها من قصور فكرك

، وترحب بالهموم .. وتستقبل الآلام

وتضيف بكرمك كل حزن على ضفاف الدموع

لكي تشعل الشموع .. بجانب الحياة الشاردة

والثواني المميتة

حبيبي المؤلم….

قد تولّع الحزن بغرامك .. وتفنن الألم في روعة أبعادك

وشدة انصهار قلبك مع كل حزن .. ومع كل قطرة ألم

وكأنك تسابق الزمن على التقاط ذرات الهموم

.. في محيط حياتك

هل سيأتي يوم وتتحدي معاقل الأحزان
..
هل سيأتي يوم وتدوس كبرياء الآلام ..

لكي تواجهه الفرحة بهمة فائقة كالدهر ..

وعزيمة غالية كالفجر

كيف تستمتع وأنت تقطف أوراق الحزن من حديقة فكرك !

كيف تغرس أشجار الأحزان في خريطة عقلك !

كيف تمسك القلم أناملك .. وتشدوا فرحة بتاريخ ألامك .. وكتب أحزانك

كيف للحزن أن يموت يوما وقد ولد في أحضانك

كيف للألم أن يدفن يوما وقد عاش تحت رعاية اهتمامك

اميري المؤلم…

من أين جاءتك فلسفة الآلام .. وكيف وصلت إليك مجلدات الأحزان

من أين تسعفك جواهر الهموم بهذه الحوادث

التي غزت نفسك قبل أن تجد الفرحة لها دليلا إلى حياتك
..
من أين هذه التجارب تأتيك في كل ليلة

لتلبس بدلة زاهية بحزنك

وتجمل يديك بحلل فائقة الآلام على مقاس همومك

من أين لك بتلك الريشة التي ترسم بها لوحة أحزانك

وتستمتع بروعة فنون آلامك

كيف لك أن تعيش وطرقات الفرحة موصدة أبوابها عنك
.
كيف لك أن تسكن بيننا وطرق السعادة مظلمة في وجهك

كيف لك أن تجمع أحزانك وتمزجها مع فخامة آلامك

لترسم الألم لوحة .. والحزن دمعة .. بريشة رسام ماهر

لن أقول شيئا .. ولن أكرر ولن أعيد

فجموحك الطاغي لكل حزن دائما ما تتأمله

لكم يحترق لهيب صدرك لاستقبال حزن جديد

كم تعاني غربة الأفراح ، ومعاناة السعادة

وكأنها بعيدة عنك .. وكأنها لم تخلق لك

أعلم أن الحزن قد ضمك .. والألم قد أحتضنك

فأنت عنوان الأحزان والآلام ، فإذا ضاقت بالأحزان الآمال

وانقطعت بالآلام الحبال .. فستأتي مسافرة إليك

وباحثة عنك .. لأنك أصبحت شغلها الشاغل

وقصورها المتوجة .. على أرفف من أعمار حياتك
فإذا كانت أمنيتك الحزن .. وهمتك هي الألم

وصديقك هو الهم .. فأنت المؤلمــ

ولا غيرك .. لأنك امير الألم

يا ذا الجمال المؤلم