الإفراط في إطعام الأطفال يصيبهم بالبدانة

الإفراط في إطعام الأطفال يصيبهم بالبدانة
حذر باحثون في بريطانيا جميع الأمهات من خطورة الإفراط في تغذية أطفالهم الصغار، اعتقادا منهن أن ذلك يسرع نموهم، ويحافظ على صحتهم.

فقد أظهرت الدراسة الجديدة، التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية، أن الأطفال ذوي الحجم الكبير، والذين تنمو أجسادهم بسرعة في أول سنتين من حياتهم، يواجهون خطرا أعلى للإصابة بالبدانة في مراحل الطفولة والشباب.
ووجد العلماء، خلال رصدهم لأسباب البدانة في المجتمعات الحديثة، أن الوقاية منها في المراحل المبكرة من حياة الإنسان تحقق أفضل حل لهذه المشكلة الوبائية، لذا فمن المهم التوصل إلى فترة الحياة التي يمكن خلالها تفادي الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن.
ولاحظ الباحثون بعد تحليل 24 دراسة سابقة، قيمت العلاقة بين حجم الرضيع ونموه، والإصابة بالبدانة في سنوات الحياة اللاحقة، أن الأطفال البدينين الذين يملكون عاملا كتليا أعلى من الطبيعي، ومن زادت أوزانهم بسرعة، خلال السنة الأولى والثانية من حياتهم، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالبدانة في مراحل الطفولة والمراهقة والشباب من غيرهم.
ويعتقد الباحثون أن العوامل الحياتية، خلال فترة الطفولة المبكرة، أو قبلها، المرتبطة بنمو الطفل، قد تؤثر بشكل كبير على خطر إصابته بالبدانة مستقبلا. وأكد هؤلاء الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات المستقبلية لتحديد هذه الأنماط من النمو، والبحث في التدخلات العلاجية المناسبة، لتغيير نمو الطفل بما يتناسب مع والديه.
كماحظر أطباء فى دول أوربيهمن‎‎ أن معدلات‎ إصابة‎ الأطفال‎ بالسمنة‎‎ تثير القلق،‎ وان‎ هناك‎ حاجه لإجراءات‎ جذرية‎‎ لكي‎ لا يعانوا من ‎مشاكل‎ صحية خطيرة‎ كالبالغين‎. وساهم‎ تغيير النظام‎ الغذائي‎ وتراجع‎ النشاط البدني‎‎ في تزايد عدد الأطفال‎ البدناء. وبدا مرض‎ السكري‎‎ من‎‎ النوع الذي يصيب‎ من هم‎ في‎ أواسط العمر يظهر على‎ البعض‎ منهم‎. وقال‎‎ الدكتور تيم‎ لوبشتاين‎‎ من قوة‎ العمل الدولية‎‎‎ لمكافحة البدانة في‎ حديث (رأينا تزايدا كبيرا في‎ معدلات‎ البدانة‎ بين‎ الأطفال‎‎ في‎‎‎ دول أوروبا من‎ حوالي خمسة‎‎‎ أو عشرة بالمئة في‎ أواخر الثمانينات‎ إلى‎‎ نحو 20 بالمئة في أواخر التسعينات‎… حين‎‎ يدرك‎ وزراء الصحة‎ أنهم‎ يجلسون على‎ قنبلة‎‎ موقوتة ينبغي‎‎ أن‎ يتخذوا إجراء في هذا الشأن).
ووصف‎ لوبشتاين السمنة‎ بأنها مشكلة‎‎‎‎ صحية خطيرة لن‎ تحلها دروس‎ معدودة في‎ المدارس‎ بالامتناع عن‎‎‎ تناول‎‎ كميات‎ اقل من الدهون أو ممارسة‎‎‎‎‎ الرياضة لمدة 20 دقيقه إضافية.
وتقدر منظمة‎‎‎ الصحة العالمية أن‎ هناك‎ 6ر17 مليون‎‎‎‎ طفل‎ دون الخامسة ‎‎يعانون من السمنة. وقال‎ الطبيب‎ العام‎ في‎ الولايات‎ المتحدة‎ أن‎ عدد الأطفال ‎الأمريكيين‎‎‎‎ الذين يعانون من السمنة‎ تضاعف‎ بينما زاد عدد المراهقين‎ الذين ‎‎‎يعانون من السمنة‎ ثلاث مرات‎ منذ عام‎ 1980، ويقدر أن‎‎‎ ما بين 40 إلى‎ 85 بالمئة من المراهقين‎‎‎ البدناء سيعانون من السمنة‎ عند البلوغ وتتزايد احتمالات‎ إصابتهم‎ بمرض‎ السكري‎ وأمراض‎ القلب ‎والسكتة‎ ومشاكل‎ تتعلق‎ بالتنفس‎ والعضلات‎ وأنواع معينة‎ من‎ السرطان‎‎. ويعاني‎عدد كبير من الشباب‎ البدين‎‎ من مشاكل‎ نفسية‎‎ واجتماعية.