الوسم: الثالث/2)

(إنكسار مؤبد..)

ملامح الإنكسار كانت تبان على وجهي، مو بس وجهي إحساس الإنكسار كان مسيطر على كياني أجمع.. خواتي حسوا فيني، وكيف ما يحسون فيني وأنا عندي أجمل وأحن أخوات بالدنيا..

أختي الصغيرة كانت دايما أول ما أدخل البيت راجعة من مشوار كان برفقة حبيبي تنط علي تسألني ها وين رحتوا إن شاء الله وأيش سويتوا وأيش جبتي لي..

أختي الثانية كانت تفتش شنطتي تشوف الوردة اللي جابها لي بالمشوار.. كل طلعة كنت لازم أرجع البيت بوردة…

بس هالمرة لأ.. مافي وردة ماكان في مشوار من الأساس، هالمرة رجعت بالشوك بس..

لاحظوا خواتي إني هالمرة غير، جدا غير.. سألوني أيش فيك كذا؟ .. مريضة؟؟..

أيش أرد عليهم!.. أقول ف نفسي لأ أنا مو مريضة لأ أنا ميتة أنا جسد بلا روح وهذي مو أنا هذي بقايا مني راح تفنى لو حبيبي طلع من حياتي..

ما أقدر أشكي لهم الحال ما أقدر إلا أكبت بداخلي، أيش أقول لهم!!..

بعد وهلة رديت..
آلام الدورة..أحسها بتجيني، متعبتتي.. طبعا مستحيل ما يصدقوني عشان يعرفون أيش كثر أتعب لما يقرب موعد الدورة …
لما سمعوا ردي وإللي راحت تسويلي قرفة وإللي تجيب البانادول..

شربت البانادول، على أمل الألم اللي بقلبي يروح بس محال يروح هذا قلبي مو بطني.. هذا لو أشرب مية حبة مسكن ما راح تغير شي..

نمت ع السرير وتغطيت وأنا فيني شهقة ودموع ما أقدر أطلعها أبد وخواتي بنفس الغرفة معي.. مسكت فوني أنتظر رسالة منه، بس مو رسالة مثل المعتاد، الرسالة اللي تجي بعد كل مشوار لما يخليني ويروح..
لأ هالمرة أنتظر رسالة عتاب.. رسالة فراق.. رسالة إتهام…

انتظرت ساعة.. ساعتين ولافي أي حرف منه، وأنا ما كان عندي الجرأة أرسل له أي شي..

بعدين قلت في نفسي لو ما رسلت له هذا معناته إني صح خاينة وكل الكلام اللي قاله لي صح وكل إتهام وجهه لي صحيح.. استجمعت كل قواي..

وأرسلت له..
حبيبي أنا ما عمري شفت غيرك ولا راح أشوف، إنت ملكت قلبي كله… ممرات الجامعة تشهد بالشي هذا، أمر وأنا غاضة البصر أمشي أفكر فيك.. أنام وأفكر فيك أصحى وأفكر فيك….

كيف أكون خاينة حبيبي كيف!..
أدري ما كان المفروض أسوي اللي سويته وبدون علمك.. بس ما معناته أصير خاينة..

أحبك.. ❤

بعد كم دقيقة جاني منه رد هزني..
يقول:

يمكن أعطيت الموضوع أكبر من حجمه، بس إنتي أكثر وحدة تعرف غيرتي عليك ودائما أردد هالكلام على مسمعك.. يابنت لا تلعبي بنار غيرتي ترا بتحرقك،
ما أعطيتي مشاعري أي أهمية، تراسلي واحد لا تعرفيه ولاشي..
ليييش!.. أنا اللي ضحيت بكثير أشياء عشانك ليش تسوين كذا فيني ليش!!..
ما أقدر أوثق فيك بعد اللي صار اليوم، ثقتي ماتت.. وأيش فايدة حب بدون ثقة!
ع العموم..أنا اتصلت على هذا خطيب صديقتك.. وعطيته اللي يستحقه..

….

رسالته كانت طويلة.. بس إختصرتها لكم قدر المستطاع..
مو مهم طولها وقصرها، المهم إنها ما كانت رسالة بالنسبة لي لأ..كانت الصاعقة اللي هزت كياني..

خلاص ما عاد يثق فيني! وكلامه حب بدون ثقة ما يصير…
معناته أييش؟ .. معناته بيخليني خلاص!

أستغفر الله، لكن وقتها ما كان عندي مكان ألجأ له أفرغ الحزن اللي فيني إلا دورة المياه -الله يعزكم-.. دخلت وجلست تحت الشاور وتبللت بدموعي قبل لا يبللني الماي.. إيه بكيت بس أيش فايدة البكي..

طلعت من أطول شور خذيته بحياتي، ولا عمري قضيت هالكثر وقت داخل الشاور.. طلعت وأنا متقطعة بكي خواتي يركضوا لي أيش فيك فلانة!….
رديت بطني بموت بطني ذابحني من الألم.. خافوا علي وخبروا أمي، أمي جت وكانت بتاخذني المستشفى وكان هالشي مو غريب عشان مرات كثيير أروح المستشفى بسبب الدورة..

قلت لهم لأ ما أريد أروح مكان خلوني، بيروح الألم بعد شوي..
أكذب على نفسي.. أي ألم هذا اللي بيروح يابنت أي ألم..

مرت أيام الويكند وكانت صعبة علي صعبة قاسية، والكل مستغرب ليش ما كنت 24 ساعة على فوني أكلم حبيبي.. ليش كذا صايرة هادية وليش حبيبي هالويكند ما عزم نفسه لا على غدا ولا عشا عندنا!!..
كنت أقول لهم طالع مع أصحابه رحلة…

أضحك عليهم وقبلها أضحك على نفسي، أصلا من وقت ما عرفني صرت أنا أصحابه وأهله وكل شي…

أرسلت له كم هائل من المسجات.. مطر من الإتصالات، ولاشفت منه أي رد…

صار يوم الدوام وخذني الوالد للجامعة، وبالعادة كان هو يتصل على الوالد ويقوله يا عم لو عندك شغل أنا باخذ فلانة للجامعة إنت ارتاح…

بس هالمرة لأ، أبوي يسألني يقول غريبة فلان هالأسبوع ما كلمني عشان ياخذك… قلت له مشغول يبا..

وصلت الجامعة وكنت أحس هالمكان بيكون أريح لي، ع الأقل خواتي مو هنا يسألون كل دقيقة أيش فيني..