السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم
في اعداديتنا البسيطة بمدينة الجديدة بالمغرب,التقيت بايمان و كانت سبب اللقاء هي هاجر صديقتي المفضلة,هذا اللقاء تحول الى صداقة جميلة جمعتنا نحن الثلاثة.
كنا نشكل ثلاثيا رائعا رغم اختلاف شخصياتنا,فهاجر قوية الشخصية و جدية و تملك من الثقة بالنفس ما يكفيها لمواجهة اي موقف صعب,اما ايمان فهي طيبة القلب و محبوبة و متفلسفة و تحب الخير للجميع…
كانت لقاءاتنا حين نخرج من الاعدادية مختلفة ,و كذلك نقاشاتنا كانت تختلف عن باقي الفتيات في الاعدادية,حيث كنا نناقش مواضيع سياسة و دينية و اجتماعية..و كانت الفتيات الاخريات يشعرن بالملل من كلامنا و لا يفهمون منه شيئا,و كانت كل واحدة منا تقرأ على الاخرى ما كتبت من قصائد و خواطر..و كنا نصحح لبعضنا اخطاء الوزن و القافية,و كنا نتبادل النصائح و تجمعنا على احلام رسمناها بريشة الامل..فكان اكبر احلامنا حفظ كتاب الله و كنا نحلم ايضا بتأسيس جمعية نسميها :"عش بخير"و كانت فكرة ايمان ..و نجعل فروع هذه الجمعية في مدينة مراكش و مدينة الجديدة و هذفها هو مساعدة الفقراء و المساكين,و كان من احلامنا ايضا انشاء روض للاطفال لاننا نحبهم.
كذلك كان,قبل ان اسمع خبر كسر قلبي,حيث ان ايمان اخبرتنا بانها ستذهب للمدينة الحمراء مدينة مراكش لتكمل دراستها هناك.
ذهبت للبيت ابكي ..فأرغمني قلمي بل ألزمني وجع قلبي على ان اكتب لايمان بريشة الامل..خاطرة و التي قلت فيها:
سيطول الفراق ..
هذه المرة..
قلبي مشتاق..
لكنك مضطرة..
ايمان,قلبك لا يعرف النفاق
انها ليست فقط كلمات في الاوراق
انها احاسيس من الاعماق..
انت ككل الاشياء الجميلة..
لا تطول,لكن ذكراها طويلة
زرت مدينة الجديدة
كونت صداقات جديدة
فآمل ان تكوني سعيدة
في حياتك الجديدة
خفيفة الظل انت..
و الظل يصاحب الشمس
و الشمس تغيب..
فيختفي ظلك الحبيب
و يحين الوداع
لكن يبقى ظلك من قلبي قريب
يا الهام أحلام..
ماذا في وسعك ان تقول؟
في وصف ايمان لا يكفي الكلام
فيا غياب لا تطول
وضعت هذه الخاطرة في حقيبتي ,و كنت كلما اقرأها اشرع بالبكاء,ايمان هي اكثر منا حزنا لكن رغم ذلك كانت دائما تحاول ان تخفف عنا بحركاتها البهلوانية و تدغدغ روحها المرحة قلوبنا بريشة الامل..لكن كان وراء ابتسامتي هذه حزن عميق..فآخر شيء كنت اتوقعه في هذة الطريق..طريق صداقتنا ان يصيبنا هذا الضيق..
و هاهو آخر يوم ارى فيه ايمان,قررنا ان نتجول في انحاء مدينة الجديدة و سميناها جولة الوداع,بعدها دخلنا لبيت هاجر حيث توادعنا و حضنت ايمان بشدة,همست هاجر في اذني و طلبت مني ان لا ابكي لكي تسافر و هي سعيدة.
فذهبت ايمان و ابتعدت قليلا..و قلنا لها بصوت عال:’ايمان الدرهمان اللتان في حوزتك ضعيهما في صندوق صغير..فدرهم تتذكرينني بها و اخرى تتذكرين بها هاجر’
فقالت:اجل ان شاء الله سافعل.
و غابت الشمس و اختفى ظلها الحبيب من بين عيني,لكن لم تختفي عن ناظري عيونها الخضراء البريئة الدامعة.
لكن يا بنات الحمد لله مازلنا لحد الان على تواصل
و مازلنا ان شاء الله عازمات على تحقيق ما رسمناه من احلام …بريشة الامل.
ملحوظة:
هاجر صديقتي هي عضوة جديدة بمنتدى سيدتي ..احبها كثيرا
اسمها في المنتدى :بنت(هاجر)المغرب.
ان شاء الله الغزالة ديالي .. سلم المرووور