حزام النار

حزام النار

أرض الأنبياء ليس كمثلها في الدنيا
خضرة و جميلة فآه عليك يا دنيا
حلو زيتونها مر بعد أعوام عصية
هزتها القذائف و شرارة البندقية
عدوان يهددها طوال سنين أزلية…
…و تبقى دائما أرضا شامخة أبية
استعصت على أعتا الجيوش فهي إذا عصية…
…و أنجبت عظماء رجالا و نساء سوية
شجعان صمدوا في وجه الآلات الحربية…
…و للذود عن حمى أرضهم قدموا أرواحا زكية
أيا شجعان هنيئا لكم جنان رب البرية…
…فأنتم أهل الحزم و الفدائية…
…وقفتم تتحدون المنية…
…و كنتم أول من سار في درب الحرية.

يا لسعدكم تحت كنف رب العباد…
…و يا ويلنا يوم يقوم الأشهاد
غفلنا فاتبعنا يهودا أوغاد
تناسينا أشرف العباد.

تناسينا خير خلق الخالق الجبار…
…هو أحمد المختار
اختاره الله و أعزه بالأنصار
فما بال غزة تقبع تحت الحصار؟
ما بالها طوقت بحزام النار…؟
…و نحن في بلادنا نحيا كالأحرار
قد رضينا لأنفسنا الذل و العار…
…و أهل فلسطين هم الشطار
دافعوا عن أرضهم ليل نهار…
…و اكتفينا نحن بشعار وراء شعار…
…و النحيب عند سماع الأخبار.

قولوا لي ما بالنا عرضة لكل طماع؟
قولوا لي ما ذنب الصبيان الجياع؟
ما ذنبهم يعانون من الضياع؟
شردهم أبناء خنازير رعاع…
…و كانوا دائما لأرضهم أسطول دفاع
لوحدهم و الأمة في انهزام خداع
على عكسنا الكل مناضل شجاع…

…فيا لهم من قوم أشداء
فضلوا الموت على سماع الهراء
جاهدوا بأرواحهم كي تعود الأضواء…
…فهدفهم تحرير مسرى الأنبياء…
…و وجهتهم الأقصى حيث سيكون اللقاء.