من أسباب التحويل إلى المصدر المؤول: تأكيد العلَّة:
ويتمثَّل ذلك في العنصر المصدري (كي)، الذي يُفيد – إلى جانب تأكيد العلَّة – معنًى دَلاليًّا آخرَ، يتمثَّل في تخليص الفعل بعدها من الصلاحية للدَّلالة على الحال أو الاستقبال، فتصرُّفه للدَّلالة على الاستقبال، ومن أجْل ذلك جوَّز النحاة نصْبَها للفعل المضارع بعدها؛ إذ هي في ذلك تُشبه العنصر المصدري (أن).
ففي مثل قولنا: ذاكرتُ لكي أنجحَ، نرى أنَّ التركيب المصدري المحوَّل، مُكوَّنٌ من رُكنٍ إسنادي، عبارة عن الفعل وفاعله المُستكن فيه، وهو بدوره محوَّلٌ من معنًى إفرادي عميقٍ، تقديره: ذاكرتُ للنجاح، وهو – كما نرى – تركيبٌ مصدري أُحادي الدَّلالة، تحوَّل في البنية السطحيَّة إلى بنية إسناديَّة، تحوَّلت بوجود العنصر المصدري إلى بنية ثنائيَّة الدَّلالة، كان للعنصر الزمني فيها وجودٌ ملحوظ، إلى جانب التأكيد الذي أفادَه دخولُ (كي) لمفهوم العلَّة المُفاد سلفًا من لام التعليل؛ يحكي صاحب الدر ، عن الكوفيين أنَّ ظهور (كي) بعد اللام، إنما هو على سبيل التأكيد، وقد سبَق أنَّ عرَضنا عدمَ موافقتنا لأصحاب الرأي القائل بأن (كي) المصدريَّة لا تعليل فيها، بحجَّة أن حرف التعليل لا يدخل على مثله؛ إذ لا أجد مانعًا من ذلك، والاستعمال اللغوي خير مؤيِّد لنا؛ إذ دخَل حرف النفي على مثله بغرض توكيده، فلِمَ لا يدخل حرف التعليل على حرف تعليل آخر بغرض توكيده؟!
وقد تَمَّ التحويل باتِّباع قاعدتَي التحويل المورفولوجي من بنية المصدر إلى بنية الفعل المضارع، وقاعدة الزيادة، وذلك بزيادة العنصر المصدري (كي) الذي صرَف دلالة الزمن في الفعل إلى الاستقبال، كما أضفى معنًى دَلاليًّا، هو زيادة التوكيد المفهوم من العنصر التعليلي اللام.
العفو .. منوره غاليتي
شكرا اختي ام انفال
ربي يسعدك
العفو حبيبتي .. منوره