السلام عليكم ورحمه الله
قالت: (يمر زوجي بحالة غريبة فهو يشتري ملابس غالية جدًا وعطور، ويرتدي أفخر الملابس ويمشط شعره ويتعطر ثم يخرج، وعندما أسأله لماذا تفعل هذا؟ لماذا كل هذا الاهتمام بالشكل وأنت خارج؟ يقول: لا دخل لك أنا حر.
وأنا قلقة وفي حيرة وأشك في أمره هل تزوج بأخرى؟ أم يبحث عن زوجة؟ أم هذا اهتمام طبيعي بنفسه ولا غرابة في ذلك؟).
أختي/ أخي الزوج:
الإخلاص عند المرأة وألا يكذب زوجها عليها شيء مهم, فالشعور بالأمان هو الخيط الذهبي الذي يربط الزوجة بالحياة الزوجية، فهو حاجة قصوى لدى النساء، ولكي تشعر الزوجة بالأمن فعليها أن تثق في زوجها أنه يعطيها كل المعلومات الدقيقة عن أفكاره, مشاعره، عاداته، ما يحبه، وما يكرهه، حياته الشخصية، أنشطته اليومية وخططه المستقبلية، الذي فعله، الذي يفكر فيه ويقوم بعمله الآن، الخطط التي لديه…الخ, واعلم أخي الزوج أن: الأمان أولوية المرأة.
فالمرأة تحتاج إلى أن تسمع منك أنها (أهم امرأة بالنسبة لك، أنها أول أولوياتك, أنك فخور بها, أنك لا تستطيع أن تتحمل فراقها, أنه لا يوجد امرأة في العالم مثلها, وأنك تحبها وتخبرها بذلك دائمًا.
إن هذه الأشياء تشعرها بالأمان، والأمان من أولويات المرأة ….لذا فإن الزوج العاقل لا يزعزع أمان زوجته بالتهديد بالزواج حتى ولو أراد ذلك، أو بالانفصال أو حب غيرها, والأمان عند الكثيرات من النساء أنك ستبقى لها وبجانبها) [كيف تكسب محبوبتك، د/صلاح صالح الراشد باختصار، ص43].
لغة المصارحة:
الإخلاص والمصارحة من أسباب بناء الثقة بين الزوجين، وإذا لم يكن لدى الزوج الصدق ولغة المصارحة مع زوجته، فهو بذلك يشوه ثقتها به تدريجيًا، ويدمر هذا الإحساس بالأمان, ونجدها تفزع من نومها كل ليلة على كابوس يصرخ في أعماق كيانها (زوجي غير مخلص)، وعلى الرغم من تقاربهما فإنها تشعر بعدم الاتزان، وعلى الرغم من أنها تعيش معه فإنها تشعر بأنها تعيش بعيدًا عنه.
(إن المرأة تحتاج إلى الثقة في زوجها, وبقدر ما يستمتع الزوج بصفة السرية والانغلاق على نفسه (عدم المصارحة) أو الكتمان، فهو يستمتع على حساب أمان زوجته وعلى حساب استمرار بيته, وهي تحتاج إلى أن تمزج تفكيرها بتفكيره إلى مستوى يمكنها أن تقرأ ما في داخل عقله.
وإذا ما استطاعت المرأة أن تصل إلى هذا المستوى من الثقة؛ فهي قادرة على الاسترخاء, وعلى أن تجعل رصيد الحب يتدفق إلى بنك حبها بدون أي تحفظات) [بالمعروف، د/ أكرم رضا، ص182-183].
عدم المصراحة = ضعف الثقة:
فمن المشكلات التي تظهر في الحياة الزوجية, وتتسبب في الكثير من المتاعب؛ ضعف أو فقدان الثقة بين الزوجين، وما يترتب على ذلك من زيادة الشك والقلق في العلاقة بينهما، وتفسير التصرفات على هذا الأساس، فالمرأة إذا ضعفت ثقتها في زوجها، تبادر إلى ذهنها أن في حياته امرأة أخرى، فتقيس كل تصرفاته وفق نظرتها وتتحول حياتها إلى جحيم.
وإذا فقد الزوج الثقة في زوجته أحال حياتها إلى عذاب…إنه يراقبها في كل وقت ويفتش في أحوالها وخصوصياتها…وربما يفاجئها في أوقات لا تعتادها منه، لعله يجد ما يدعم به شكه وما يبرر تصرفاته, وبذلك تنهار الأسرة والسبب هو فقدان الثقة بين الزوجين.
فكرة جميلة:
هناك فكرة جميلة تضمن للزوجين قلة المشاكل بينهما بإذن الله إذا أحسنا ممارستها…..والفكرة عنوانها "نعم…ولكن" ومضمونها (أنه إذا دار الحوار بين الزوجين، وطلب أحدهما من الآخر أن يبدي رأيه في الموضوع موافق أم لا؟ فلا يقول نعم أو لا …ثم يبدأ يحاور نفسه دون أن يسمعه الآخر بمشاعر يبين فيها عدم رضاه عن هذه الإجابة…وإنما يخرج ما في نفسه ويصارح الطرف الآخر حتى لا يبقى في النفس شيء.
إن أكثر الخلافات الزوجية يصعب علاجها بسبب كبت الزوجين في نفسيهما أمورًا غير مرضية, وعدم الصراحة مع الطرف الآخر حتى يصل الأمر إلى الانفجار، إن الإنسان يشعر بالراحة إذا أخرج ما في نفسه من مشاعر وآراء, وأحيانًا يكون علاج المشاكل إخراج ما في النفوس…). [الحروف الأبجدية في السعادة الزوجية، جاسم محمد المطوع، ص31 باختصار].
وإليكم هذا المثال:
يتأخر الزوج خارج البيت, وتشعر الزوجة بالخوف من أن مكروهًا قد أصابه (هذا شعورها الحقيقي) ولكنها حين يأتي إلى البيت لا تخبره أنها خافت عليه, وإنما تسأله: ما الذي أخرك؟…. لماذا لم تتصل؟
فيبدأ الزوج في الرد على هذا الهجوم بدفاع مناسب فيبدأ الجدل.
أخي/ أختي الزوجة:
إننا في أمس الحاجة إلى التخلص من ذرات الغبار التي تعلو فوق صفحة حياتنا لكي تصبح حياتنا صافية، (وليكن الصدق في الأقوال والأفعال والمشاعر، هو النبراس الهادي إلى حياة زوجية موفقة يسودها الحب, وترفرف عليها السعادة, ولكي نحقق ذلك علينا أن نعمل كل ما في وسعنا، ونتقبل الأمور بصدر رحب، ومعرفة دقيقة…ونتجاوب مع شريك حياتنا في إطار من الصدق والصراحة) [حتى يبقى الحب، د/ محمد محمد بدري، ص711].
صراحة بتجمل:
الصراحة التي نرجوها أن تتحقق هنا، هي الصراحة التي تبني الثقة بين الزوجين وتساعد على استقرار الحياة الزوجية، وليست الصراحة التي تهدم وتقوض عرى الحياة الزوجية, "فليس كل ما يُعرف من الحق يُقال".
وإليكم هذه القصة:
(أخرج ابن جرير عن أبي غرزة رضي الله عنه أنه أخذ بيد ابن الأرقم رضي الله عنه فأدخله على امرأته فقال: أتبغضينني؟ قالت: نعم.
قال ابن الأرقم: ما حملك على ما فعلت؟ قالت: كثرت علي مقالة الناس (وذلك لكثرة زواجه وتطليقه النساء).
فأتى ابن الأرقم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخبره, فأرسل إلى أبي غرزة فقال له: ما حملك على هذا؟ قال: كثرت علي مقالة الناس.
فأرسل عمر إلى امرأته فجاءته ومعها عمته منكرة فقالت: إن سألك فقولي استحلفني فكرهت أن أكذب.
فقال عمر: ما حملك على ما قلت؟ قالت: إنه استحلفني فكرهت أن أكذب.
فقال عمر: بلى فلتكذب إحداكن ولتجمل (أي تقول القول الجميل) فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام) [كنز العمال، التقي الهندي، (16/555)].
وعمر رضي الله عنه لم يفتِ بمخالفة السنة ففي الحديث ما يُباح من الكذب: (المرأة تحدث زوجها والرجل يحدث زوجته).
إن البيوت تحتاج إلى المجاملة أحيانًا كثيرة، حتى وإن كان كل من الزوجين يحب الآخر، لأن الحب يمر بأوقات فتور، وإن ما يزكيه الكلام الطيب والمجاملة والمديح والثناء على المحبوب) [الخلافات الزوجية, حلول عملية, عادل فتحي عبد الله، ص25].
ومثلها قصة الرجل الذي جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشيره في طلاق امرأته (فقال له عمر: لا تفعل, فقال: ولكني لا أحبها, فقال له عمر: ويحك ألم تبنى البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟) [عيون الأخبار، ابن قتيبة، (1/284)].
ويقصد بذلك أن البيوت إذا عز عليها أن تبنى على الحب فهي خليقة أن تبقى على ركنين آخرين مهمين أحدها: الرعاية التي ثبت الراحم في جوانبها, ويتكافل بها أهل البيت في معرفة ما لهم وما عليهم من الحقوق والواجبات.
وثانيها: التذمم والتحرج من أن يصبح الرجل مصدرًا لتفريق الشمل وتقويض البيت وشقاء الأولاد، وما يأتي من وراء ذلك من نكد العيش, وعدم استقرار الأسرة.
وقد أفضى بعضكم إلى بعض:
ألا يستشعر الزوجان قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]، للحفاظ على أعمدة البيت قائمة؟ وهل يكون هذا التلابس بينكما بانغلاق كل منكما عن الآخر، واستخدام أردية الكذب الشائكة؟
ألا تستشعر التعبير عن أهمية الإخلاص القائم على المصارحة والصدق في قوله تعالى: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} [النساء: 21]، وهل هنا لفظة تعبر عن التداخل الشديد بين الزوجين مثل لفظة: الإفضاء؟
يقول سيد قطب رحمه الله: (ويدع الفعل (أفضى) بلا مفعول محدد، يدع اللفظ مطلقًا، يشع كل معانيه، ويلقى كل ظلاله، وسكب كل إيحاءاته، ولا يقف عند حدود الجسد وإفضاءاته, بل يشمل العواطف والمشاعر, والوجدانات والتصورات، والأسرار والهموم، والتجاوب يدع اللفظ يرسم عشرات الصور لتلك المؤسسة التي ضمتهما فترة من الزمان.
وفي كل لمسة جسم إفضاء, وفي كل اشتراك في ألم أو أمل إفضاء، وفي كل تفكر في حاضر أو مستقبل إفضاء، وفي كل شوق إلى خلف إفضاء، وفي كل التقاء في وليد إفضاء.
كل هذا الحشد من التصورات والظلال والمشاعر والعواطف يرسمه ذلك التعبير الموحي العجيب، {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} [النساء: 21]، فيتضاءل إلى جواره ذلك المعنى المادي الصغير, ويخجل الرجل أن يطلب بعض ما دفع، وهو يستعرض في خياله وفي وجدانه ذلك الحشد من صور الماضي، وذكريات العشرة في لحظة الفراق الأسيف.
ثم يضم إلى ذلك الحشد من الصور والذكريات والمشاعر عاملًا آخر من لون آخر, {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21]). [في ظلال القرأن, سيد قطب، (1/606)].
ماذا بعد الكلام؟
1. كن لباسًا مخلصًا لزوجتك كما تحب أن تكون هي لباسًا مخلصًا لك.
2. افضِ إلى زوجتك بما في قلبك وحياتك كما تحب أن تفضي هي إليك, وإلا كانت قسمة ضيزى غير عادلة.
3. لبناء جدار الثقة بين الزوجين عليهما بالإخلاص والمصارحة التي تبني حياتهما الزوجية.
4. لا للصراحة التي تهدم العلاقة بين الزوجين، ولكنها صراحة مع تجمل.
كلام جميل تسلمين اختي على الطرح الرااااااااااائع
يسعدني أن أكون أول من ردت على هذا الموضوع القيم
فعلا اذا فقد الامان فلن يعد الي الحياة أي معنى الاخلاص شيء أكثر أهمية خاصة عندما ننظر الي الخارج وما يحدث من بعض البنات يهديهم الله فليس عندهم فرق ان كان الشخص متزوج أم لا؟؟؟
موضوع جميل فعلا.
بلسم المجروح
الزوجه المطيعه
نورتو الموضوع بتواجدكم