تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اللقاء الجميل

اللقاء الجميل

  • بواسطة
اللقاء الجميل

بسم اللـه الرحمن الرحيم

هذه خلاصة اللقاء الجميل بين الشاعرين " أبو مجد الدين و أمل أبو عاصي " :

المطلع صاغه الشاعر البتار :

من بعدِ "إلاّ" جنةُ الشعراءِ … تزدانُ بالحسّانِ والخنساءِ

والبداية كانت مع الشاعرة أمل أبو عاصي :
من بعد إلا جنة الشعـــــــــــــــراء ** تزدان بالحســــــــان والخـــــنساءِ
للشعر في جوف الورى ألحانه ** وصداه ينزف من صدى الجوزاءِ
قدر على الشعراء أن يتقوقعوا ** في اللاشعور تبعثر الأشـــــــــياءِ
وعلى أكف الريح يسرج دمعهم** نامت على كتف الزمان ظــبائي
لا ليس يوقظ من ينام بغفوةٍ ** ويعب من سوء الهوى المستاءِ
لا ليس يوقظ من تسربل ليله ** قد مسد القلب الضلال ينـــائي
لا ليس يوقظهم تأوه شاعر ** أو صوتُ لا رجعٌ به لــــــــــوراءِ

فرد الشاعر أبو مجد الدين :
قف بالبحور وغنِّ من أحشائي = واحدُ الحروف برنَّة الورقاء
ما الشعر إلا دمعة رقراقة = تنساب مثل الطلَّ والأنداء
هيا إلى رصِّ الحروف وهاتِ من = طيب الكلام يشفُّ عن حوباء
إن العدوَّ علا بكل صفاقة = متلون كتلون الحرباء

أمل أبو عاصي :
الشعر في ركن الجنان مكانه.. وخريره في القــــــــــــلب كالأنداءِ
هو كالصهيل إذا الرياح تكاتفت .. وعلى خريف العمر بالأخواءِ
ذاك الذي في قلب حـــــــسانٍ بدا .. خنساء يعصرها أسى برثائي
لكن إذا ما قلت عن من أسلموا .. روحاً وقلباً للهوى بشقاءِ
تجد الدموع تلاحمت في ثورةٍ .. لتقض في الأسدافِ كل مراءِ
ساخت ببل الطين في أفيائها .. نهشت بنا بلوى فيا لبلائي
وسنابك الخيل التي قد قيِّدت.. أوداجها قد حشرجت بنداءِ
حلت دياجير الهزيمة والهوى.. ألِفٌ تجلت أقبرتها يــــــــــائي

أبو مجد الدين :
ما الشعر إلا ضربة كالبيض في = نحر الخنا وجماجم الأعداء
والناس أشباه ولكن فرَّقَتْ = في الإشتباه ملاعب الهيجاء
فإذا نظرتِ إلى الرجال ترينهم = حينا أسودا أو صدى لمُواءِ
فإذا الزعامة في بلادي بدَّلت = صوت الخيول بنهقةٍ وخُواء
فُضي يديكِ من الملوك فإنهم = أشباه مرجلة ولا كنِساءِ
عباسُ معْ فياضُ معْ دحلانُ معْ = دجال معْ دجالة بسواء

أمل أبو عاصي :
هذا الذي يشفي الصدور مزاحماً ** عني البلاء وســــــطوة الأشلاءِ
عل الذي قد سيَّر الحرف الذي ** قد أسرج الدمــــــعات في أحشائي
يعطيك من طيب المسائل نعمةً ** ويحفك الرحمــــــــــن في الاسراءِ
لخصت ما قد أشعل الأتون في ** قلبي سنينا خمسة بــــــــــــسواءِ
إن المذلة في جبين أذلـــــــــــــــةٍ ** وشمت كما الشعر ارتوى بهـجاءِ
مهياف ذاك إذا تفرَّى في الطغى ** والقحط جفف حـــــــلق كل ظماءِ
أعرضْ عن الجهّال إن صدودنا ** عنهم كحدٍ للأسيلِ ، لِـــــــــــــحاءِ
طيب تـــــــجلى من حروفكمُ انبرى ** هل للتــــــجــلي كافياً بكفاءِ

أبو مجد الدين :
ناح الحمام على أراكة مهجتي = طبعُ الحمام بسالفِ الآناء
وترنمت في وُكرها قُمريةٌ = غنّتْ سنَرْجِع في ذُرى الجوزاء
هذي الكتائبُ أقبلت يا حسنها = من كلِّ أصيدَ أسمر السَّحناء
وتهيَّؤوا للحرب يا سوء الذي = إن صَبَّحته كتائبُ الهيجاء
حملوا الكتاب على الأكفِّ وأقبلوا = والروح بينَ الرَّاح لا الأحشاء
جسمُ كجلمودِ على أصلابهم = والدمعُ في الحَدَقاتِ كالخنساء
أنعم بهم قوما عرفتُ إخاءهم = صُبُراً بكلِّ مُصيبةٍ وبلاء

أمل أبو عاصي :
أججٌ هي الأشواق عند تلعثمٍ .. للقلب يا من أوغـــــلوا بهوائي
ليست حروفي أو قصيدي بالتي .. تشفي أنينا قد هوته دمائي
إن الجراح إذا تُضرم نارها .. تمسي البداية من ثرى البسطاءِ
في كل شبرٍ من هناك تخلُّقي .. وتبعـــــــــثري وإعادة الإحياءِ
في همس طيرٍ إذ يلوح تائها .. عني وعن ظلي بلا أشلائي
في رفة الريح التي لا تنتهي .. في زفرتي، في شهقةِ الأحياءِ
في كل شبرٍ لي هــــــــــــناك تمرّدٌ.. والله يشهد والذرى ودلائي
يا جدتي لا تدمعي فــــهناك مَن .. قد أسرجوا من دمعهم أحشائي
وعلى ضفاف سبيلنا زرعوا التُّقى .. هم كمموا فاه الطغى كإماءِ
لله أنتم يا الكتائب جنـــــــــــــــــــدنا .. عبوا من الفجر الندي بماءِ
تيهوا دلالا إنما لـــــــــــــــكم الدُّنى .. ركعت وكل جحافلِ الأعداءِ

أبو مجد الدين :
عرِّج على حرف الأحبة ها هنا = في محورٍ كالجنة الفيحاء
فتوسدوا سُرُر المعالى والوفا = وتوسدوا بين الجوى ودمائي
في خافقي أسماؤهم فوشمتهم = ونقشتُهم من أحرفِ الطُغَراء
رباه أسعف منطقي وبياني = كيما أُوفي مِدحَتي وثنائي
واجعل لساني ناطقا من شرعة ال = إسلام أو نورا من الغَرَّاء
واجعل صِحابي كانعكاس مراية = أخفي بها عيبي وأحفَظُ مائي
فهي النفوس إذا تكشَّف سرها = تتآلف الأرواح في الأجواء

أمل أبو عاصي :
هم كاجتماع الشمس مع أفقٍ المسا.. هم كالبدور إذا أوت بسمائي
هم للظلال ظلالها والخـــــــــــير في .. من سمتهم صدق التقى المعطاءِ
كعتاقِ بيدا والقوافي ســـــــيرها .. في ذي الثـــــــنايا القاوياتِ كماءِ
علقوا الهدى منذ الولادة نهــــــجهم .. لله أنتم هل قصَــــــــرت وفائي؟!
هم في بياض القطن يحوي لؤلؤاً .. وعلى الضـــــفاف البيلسان يرائي
حفظ الإله مؤيد يا من هنــــــــــــا .. كنــــــــــــــتم لنا سندا وخير وقاءِ

أبو مجد الدين :
حرفي تقاصر عن جمال حروفكم = هو بدره وأنا من الغبراء
كحديقة رصت بطيب زهورها = نشر الأريج وفاح بالأجواء
فسرى وجَلى ليل كلِّ مُلِمَّة = قمرَ العقول وأنجم الآراء
بأمي وأمي المصطفى نور الهدى = نفديه بالأمات والآباء
أرسى لكل العالمين معارفا = أنقى وأعذب من زلال الماء
يا أيها الجمع الكريم تعطرت = باسم النبي نسائم الأرجاء
وتَشرَّفت غُرفُ العلوم بعلمكم = وتشرَّبتْ من غَرفِكم أحشائي

أمل أبو عاصي :
عجز القصيد عن القصيد وإنما ** دعوات من ظهر الغيوب ردائي
لكم التحية عبقت في رحـــــمةٍ ** منه الجليل و برمتيه كســـــــائي
لله أنتم قد غلبتم فـــــــــــــــــــقرنا ** بزمرد الحرف النبيل المــــائي
همزية شهدت لك المجد الذي ** عانقته كالنجم والـــــــــــــجوزاءِ
بوركت يا هذا الإمام وإنــــــــكم ** للقدوة الـــــــــمُثــــــــلى بغير مراءِ


متميزه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.