في تلك الليلة ضاع السشوار
بينما كان تائها في خضم عناوين ملأت حياته بمرارات الصراع والمعاناة … هو يحتاج فراستها وسمو الأحاسيس التي تسري في أوصالها وكيف لا وقد بحث عنها طويلا في عناوينه إلى أن فتحت له ممرا ضيقا يستطيع من خلاله أن ينفذ إلى بحرها الممتد في المدى رغم ما أحاطها من جدران كانت صنعتها لنفسها بسبب العاتيات التي مزقت آمالها وأحلامها .. كانت قد أوثقت حراك مشاعرها وأوصدت الأبواب باتجاه قلبها العظيم فهي تعلم جيدا بأن هذا القلب إن أحب سيتعلق ويعشق ويعطي بسخاء مهما بلغت قيمة السخاء .. لذلك كانت دائما تتمتع بالحرص وتفضل البقاء على أطراف الأحاديث وشواطئها لتضمن السلامة في رحلة العودة ….كانت عيونه تتطلع إليها بحب وشوق وهي تدرك ذلك وتستمتع به ولكنها ما زالت تخشى المجهول .. أدركت أنه أيضا يحتاجها موطنا كماهي أيضا تحتاج … في تلك الليلة عانق أطيافها وتجاذبا عذب الكلام إذ أنهما الآن يزدادان تعمقا في الوجدان .. قالت لك ليلة مفتوحة لا تنتهي فيها الأماني ولا تغوص في الظلمات .. بادرها كلمات دافقة من نبع سخاء .. فيه محبة .. أجمله صدق ووفاء .. في ذروة تلك الليلة غابت شمس معذبته .. طالت ساعات الليل وعادت قائلة عذرا حمامي الليلي أخرني عن طيف الأحباب سأجفف شعري المبلول حتما سوف أعود .. بعض من أجزاء الساعة .. كل الموضوع حكاية أجزاء .. لكن سأعود .. ومضت ساعات يغفو ويراقب وملامح بؤس تعلو الوجدان .. عادت قائلة عذرا ضاع السشوار سأجفف شعري وأعود .. وغفا ما بين عيون شاخصة ترقب أن تحنو وتعود ومابين السشوار المفقود…..