هناك….. في تلك الغابة البعيدة………..
في ذلك البيت المنعزل …..
كانت هناك بالقرب من نافذة صغيرة …… تتطلع الى ذلك الغروب …….لون غروب الشمس …….
الجو قارس البرودة ……يفتت العظام
اوراق …….هنا وهناك …… صمت مطبق….. عدا صوت الرياح
فجأة …..ما هذه الأصوات ياترى [تحدث نفسها] كأنها نسيت الكلام
تمتمت …..اه هذه أصواتكم أيها القلم والأوراق… أعذروني فقد نسيتكم منذ زمن ….لا أذكر منذ متى
نعم ….هذه أصواتنا …..لماذا هجرتينا وهجرتي الكتابة هل اعتزلتي الكتابة أم ماذا….[ خاطبها القلم ]
نظرت اليه بعينان متقلتان .. تنفست بصعوبة وأجابت … أرجوك لا تسألني عن شيء..لن تفهم.. لن تدرك أي شيء
لذلك لن أستنزفك… لن أستنزف ما تبقى منك ..فقد تهلك… نعم تهلك فقد استنزفتك في ما مضى….و ……… و ………قد يطول الحديث …..ويطول …… ويطول……….
ربما أعاود الكتابة من حين لأخر ولكن ليس دائما قد يكون شهور …..دهور …و قد لا يكون …..لا أعلم
ارتفع صوته …..قارب من الصراخ
ولماذا تلتحفين وشاح الحزن والخوف هذا …..واين وشاحك الأخر
ردت أرجوك ..الم اقول لك أن لا تكثر الأسألة ..وأي وشاح أخر تتحدث عنه … اذهب وابحث عنه في قاموس الياماكان
علك تجده أما هذا الوشاح فقد لازمني منذ زمن …..قيدني منذ زمن ….بقيود حديدية …غير مرئية …..
لااعلم لماذا….وبأي حق ……لكن الله المستعان ….
هل تعلم أني أدمنت أمرين ……الصمت ..وحديث النفس ……كلاهما أمر من الأخر…..أليس كذلك…..
ولكن المضحك المبكي أني اعتدت على ذلك ……
قد يكون حديث النفس مريحا في بعض الأحيان وان كان ضرب من الجنون …..نحدث انفسنا نؤنبها
نعاقبها نتصالح معها ….لأنها نفس بشرية وليست ملائكية تصيب وتخطئ… ولكن طالما كان محصور في حدود أنفسنا
فقد لا نحاسب يوم القيامة على حديث النفس مثلما نحاسب على مانخطه بأيدينا أو ماتنطق به ألسنتنا
كنت أحيانا ألوذ بأعماق نفسي ….والأن ….آه الأن صار زحف جيوش الحزن والخوف تجتاح حتى أعماق أعماقي
حتى أعماق أعماقي…. تحصي حتى أنفاسي ….آثار سياط جلاده محفورة لن تمحى عبر الزمن
أمر لا يدركه العقل فيصاب بال ………………………… ..
فبالله عليك أي وشاح أخر تتحدث عنه……. هاأنا قد أجبتك عن بعض تساؤلاتك ……والأن هلي أن أحظى ببعض الهدوء ……
انظر الى هناك …..الى الأفق البعيد……الى غروب الشمس عبر الأثير ………
ساد الصمت مرة أخرى….غربت الشمس …..عاد يتمتم …..قد تغرب شمس أحزانك في يوم ما كغروب شمس هذا اليوم وتشرق بالأمل في الغد القريب ….عادت من شرودها ….. نظرت اليه لبرهه كأنها الدهر….وكأنها لاتعي مايقول ترقرقت دموع في عينيها…..جاهدت على النزول …..وأخيرا…..انتصرت …..وشقت طريقها المعهود على وجنتيها
ابتسمت ابتسامة باهتة …… وهمست……. [ لا أظن ]
هبت ريح….. بعثرت ماتبقى من أوراق ….و …… أطفأت بقايا ضوء شمعة ……..
ظلام دامس …..برد قارس ………
أغمضت عينيها علها تحظى ببعض النوم…… تصبحون على خير ايها القلم والأوراق ……تصبحون على خير
نزف قلم عابر …..شاء أن يعبر ……..ليس الا …………
ا
منقــــــــــــــــوووول
شاكره لكم على مروركم العذب
جزاكم الله خيراً