بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أعتذر من أخي الحبيب " أخ العرب " على تطفلي على ميدان بضاعتي فيه قليلة …
أعتذر إن تدخلت في اختصاصك أخي الكريم … المهم دعني أحاول جزاك الله خيرا …
ذات يوم سقط عصفور صغير في حفرة عميقة ضيقة في الأرض …
حاول الكثيرون إنقاذ هذا العصفور…
بعضهم قال نمد له خيطاً ونلف الخيط حول عنقه ونسحبه …
فكرة .. ولكن لو طبقوها وفعلوا ذالك لأختنق العصفور و مات …
ونحن جميعا نُريد إنقاذ العصفور لا أن نتسبب في موته …
وقال بعضهم نلقي للعصفور شريط من الورق الطويل و نضع على الورق صمغاً يلتصق بالعصفور
و نجذبه إلى أعلى …
فكرة أخرى ولكن لو فعلناها ذهب ريش العصفور وربما مات بردا …
وبعض الناس من شدة حزنهم على العصفور المسكين أخذوا يدعون الله أن يحقق المعجزة و يُنقذ
العصفور…
و قال آخرون : العصفور ميت لا محالة ، فأخذوا يبكون عليه ثم انصرفوا الى أعمالهم غير مبالين
بمصير العصفور المسكين…
و جاء طفل صغير …و لابد أنه فكر في كل هذه الاحتمالات و إن لم يظهر عليه ذلك فهو طفل والطفل
يبقى طفل في أعين الناس …
فكر الطفل … ثم فكر مرة أخرى …
فكر جيدا ثم اهتدى إلى حل…
هذا الحل هو نوع من المعجزة في أعين الناس وإن كانت المعجزة قد ماتت بموت النبي صلى الله
عليه وسلم…
جاء الطفل بزجاجة من الرمل الناعم …
وظل يُلقي الرمل بخفة … قليلا .. قليلا … وعلى مُهل وبصبر …
أخذ الرمل يهبط إلى قاع الحفرة الضيقة فيتحرك فوقه العصفور على مهل …
وبعد ساعات ارتفع الرمل تحت قدمي العصفور فارتفع معها العصفور …
وامتدت يد الطفل ببطء ورفق ورحمة وأنقذت العصفور الصغير …
فالطفل بصبره و رفقه وحلمه وحُبه للخير رفع الأرض من تحت قدمي العصفور وأنقذه من الموت
المحتوم …
و هكذا نحن البشر…تأتي علينا فترات نظن فيها أننا سقطنا و ابتعدنا واندثرنا …
يسارع الآخرون بالتدخل لإصلاح حياتنا وحالنا وإنقاذنا مما نحن فيه …
يتخيل البعض أن مساعدة الآخرين له تسبب الإختناق والضيق والحرج …
والبعض الآخر يقدمون حلول واهية وغير معقولة …
والبعض الآخر يتضرع إلى الله راجين منه أن يغير حالنا بمعجزة من السماء…
والبعض يرثي لحالك لبعض الوقت….ثم يمضي في طريقه غير مهتم ولا مُكترث..
ولكن هناك من يأخذ بيدك بصبر .. وعلى مهل .. وبكل حب وتقدير ..
يأخذ بيدك برفق ورحمة لكي يرتقي بك درجة .. درجة .. حتى تخرج مما أنت فيه …
فهؤلاء هم أحبائك.. و هؤلاء هم رفقاء دربك فعُض عليهم بالنواجذ ..
التصق بهم ..
احرص على صحبتهم ومجالستهم ..
بادلهم الحب ..
ضع يدك في يدهم …
لترتقي معهم وبهم سلم النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة …
وصدق من قال :" ما أفلح من أفلح إلا بصحبة من أفلح وما خسر من خسر إلا بصحبة من خسر