"..في يوم شتائي ممطر..كل من حولها كانت تنبعث منه رائحه المطر…جدران منزلها ..الاشجار..اجنحه الطيور..كان ذلك الصباح لوحه جميله في عينيها..تغمرها بالهدوء ورضا الذات..كعاده كل صباح تستيقظ قبل الجميع…على عاتقها فقط القيت مسؤليه اعمال المنزل..دون مساعده تذكر ولم تبدي يوما رغبه في ان يساعدها احد…دقت الساعه الحاديه عشره صباحا…خرجت للتو من المطبخ..وقد رفعت صوتها بهذه الكلمات التي لم يآبه بسماعها الاخرون(لقد انهيت كل شيء..قد حان وقت راحتي)..مضت بخطوات متثاقله الى غرفتها(عالمها الخاص)..كان المطر لازال يتساقط دون توقف..رغم تعبها النفسي والجسدي..
الا ان روعه ذلك المنظر..كان يمنحها استرخاءا وطمآنينه..كانت تجلس على كرسي قرب النافذه..عندما انتهى الى سمعها ضجه حدثت فجآة..في البيت..لم تكلف نفسها عناء النهوض..(فقد كانت متعبه جدا..ولم تكن اجتماعيه قط بطبعها)..اصوات نساء تعالت..وضحكات من في المنزل مجامله لحضورهن….امتزج الهدوء بالصخب..لم تعد تشعر بذاك الاحساس الجميل..رغم طبيعتها المرحه مع اخوتها..فهي اختهم الكبرى..والمسؤل الوحيد عنهم في غياب الام..عن البيت الذي بات متكررااعتادت ان تكون امهم..(حتى اسرار اخوتها المراهقين..كانت تعرف طريقها الى قلبها الابيض الرقيق..حيث كان يتسع لهم رغم مايحمله من الالام خاصه)..الا انها كانت تلوذ بالصمت اغلب اوقاتها..
ولايستهويها حديث فلان عن فلان..لازال حب ذلك الشخص يآسر قلبها الشاب..رغم مرور 6اشهر على نهايه قصه الحب تلك..كانت تنتضر كل مساء غروب الشمس بلهفه..لترى ضوء القمر…وتبقى محدقه به دون ملل..كآنه يخبرها كل شيء يحدث مع من فقدتّّّّّ!!..بقت جالسه في مكانها على ذلك الكرسي..غير آبهه بذلك الصخب الذي حل فجآه..وعند انتهاء زياره تلك النسوه..لم يكن لديها اي فضول لتعرف سبب مجيئهن..رغم عدم قرابتهن للعائله..وبعد مرور8 ساعات..اشرفت شمس النهار على المغيب..حان وقت الصدمه..دخلت الام غرفتها التي اعتادت ان تملئها بالصور..بشكل مبعثر ومجنون..اذا ان اغلب الصور قد علقت على جدران الغرفه..بالمقلوب؟؟…غالبا ماكانت تبرر ذلك بانه عالمها الخاص..وانها تشعر بارتياح شديد عندما ترى هذه الصور مبعثره ومقلوبه..ولا يحق لاحد ان يعترض..كانت الام بوجها الشاحب..كآنها مجبره على شيء تكره فعله..وبصوت منخفض(دلال..دلال؟؟؟..كررت ذلك مرتين لان دلال كانت مشغوله..وشاردت الذهن كما بدا ذلك واضحا للام..الا ان دلال سرعان ماستعادت انتباهها وهي ترد..
دلال: اجل ياامي هل من شيء؟؟
الام: اتعلمين سبب زياره النساء لنا ضهر اليوم؟؟
دلال: لا ..لااعرف وليس لدي فضول لاعرف..
الام:لقد جئن يطلبن يد اختك الصغرى لاخيهن..(ذهلت مما سمعت ولم تدري ساعتها ما تقول وكانها تقف على عجله لاتتوقف عن الدوران..لم تكن تملك ان توقف دوامه التفكير تلك..التفتت الام لها وهي تسالها..
الام: نحن اردنا ان نآخذ رايكي ان كنت موافقه على زواج اختكي قبلكي؟؟
دلال: اجل موافقه لا اعتراض عندي..(كانت الام تعرف كيف ان الامر مؤلم لابنتها..لذا ما ان سمعت مباركتها للزواج حتى مضت بخطوات..مسرعه باتجاه الباب..اكتفت بما اوقعته في نفس البنت الكبرى من الم)..بعد خروج الام كانت دلال في دهشه مما طرق على مسمعها للتو..اسئله كثيره..كانت تدور دونما توقف..(نضره المجتمع..اقاربي..عماتي ..خالاتي.يالهي اين المهرب من نضراتهم المشفقه على..ليلتها لم يكن النوم يجرؤ على الاقتراب منها..خرجت في تلك الساعه المتاخرة من الليل..وبعد ان نام الجميع..الى مكانها المعتاد..وتحت ضوء القمر..والدموع ملئ عينيها..كآنها تخبر (حبيبها)..افتقدك كثيرا..سيما هذا المساء..لم اكن اتوقع ان ياتي مساء..اقسى من مساء فراقك؟…اشعر انني قليله الحيله.. كيف اواجه نضره الاخرين المشفقه لي في الايام القادمه..يالهي امنحني صبرا..كي ابقى محتفضه بهدوئي..كآن شيئا لم يكن..(لم يكن في داخلها حسد او مشاعر ضغينه لاختها الصغرى..بل طبع النسوة الفضولي ما ما كان يؤرقها..ستصبح قطعه لبان في افواههن يمضغنها كثيرا..وبعد تلك الدموع التي نزلت من عينيها كحبات لؤلؤ مضيئه على خديها..قد هدئت وهي تردد تلك الكلمات بهمس..سياتي يوم وتسكت فيها تلك الافواه..وتدعني وشآني..سيمنحني الله الهدوء الذي كنت فيه..مع بدايه فجر جديد في حياتي.."…بقلمي
راااااااااااائعة
قصة رائعة و مؤثرة كثييرا و لازم نتذكر ان الله مع الصابرين
فلازال هناك من يعتقد ان زواج البنت الصغرى قبل الكبرى اهانة ما بعدها اهانة..
و ان هذا يعيب البنت الكبرى و يجعلها حديث الساعة …
اتمنى يوما ان تختفي مثل هذه الافكار القاتمة و ان نقتنع من الاعماق ان الزواج بيد الله..
و ان لا احد …لا احد يختار او يقرر مصيره..
……………..
سلمت يمناك على هذه القصة المؤثرة و لكنها هادفة ايضا..
و تناولت قضية اجتماعية هامة حبيبتي…
دام لنا نبض قلمك و جمال كلماتك و رقة احساسك..
و ارق التحايا لك…
حلوو التفاؤل يعطيكي العافية على القصة الحلوة يا عسل حسستيني بالأمل
هــآدفة رائعة وجميلة قصتك
فعلا لـا شئ يمنع زواج البنت الصغرى قبل الكبرى سوى نظرة المجتمع القاتمة
لكن بطلتنــآ إستطاعت أن تحيّ الـأمل في نفسهــآ
كل الشكر لك غاليتي على طرحك المميز
مثل ما تعودنــآ منك تتحفينا بأجمل القصص والعبر
دمت متألقة ومميزة بطرحك ودمنــآ متابعين لـإبداعك
تستاهلي التقييم والتثبيت والنجوم
وبأنتظــآر جديــدك..
قصه جميله
جدااااااااااااا
اكثر ما عجبني في القصة هو اسلوبك الراقي والجذاب
سسلمت اناملك ونتشوق لمزيد من ابداع قلمك
وديتقييمي