سمعت صوت شاب : أنا قصي .. إشتقت إليك
و كالعادة أجبته و كلماتي متقطعة : قصي؟ كيف حالك ؟
_ أنت كيف حالك ؟
_ غدا لدي فرض رأسي يؤلمني تعبت
_ فقط ؟
_ لا أريد أن أزعجك
_ أنا سأغضب منك .. هيا تكلمي ما الذي يقلقك
حكيت له كل شيء عن حياتي و مشاكلي .. و هو كذلك رسم لي حياته بكل تفاصيلها و عرفت أنه اكبر مني عمرا كان عمره 27 سنة ..
أصبحت أنا و قصي نلتقي كثيرا .. أصبح جزء من حياتي لم أكن أتخيل يوم أن يبتعد عني
قصي أصبح حبيبي .. في تلك اللحظة كنت اسعد فتاة و أخيرا وجدت توأم روحي عشت معه أجمل قصة حب كل ما تمنيت أن يكون معي للأبد أن أتزوجه و يكون أب لأولادي و نستقر في بيت صغير كل ما تمنيته في تلك اللحظة هو الحب الأبدي ..
تهت مع قصي في عالم العشق و نسيت عائلتي و الظروف التي نعانيها .. مازال أخي يبحث عن شغل من مكان الى مكان و مازالت أمي غارقة في الأوجاع مرت 8 سنوات و لم تنسى أبي يوما ضحت بشبابها من أجله .. قلقة عليها ..
و قلقت كذلك على أخي لذلك ذهبت اليه لعلني أجد له حلا و قلت له : أخي ما رأيك أن أشتغل أنا أنسيت أنني أشتغل كل صيف و مكاني هناك مضمون و محفوظ
صرخ في وجهي : ما الذي تقولينه ؟ إنسي ذلك .. أنسيتِ بأنك في البكالوريا أريدك أن تنجحي
أجبته : حسنا ما الحل إذا ؟
أجابني : أنت أدرسي فقط
_ حسنا أخي
تركته و ذهبت لكنني لن أصمت أكيد سأجد حلا لهذا .. ليس لي حل أخر سأقترض نقود من قصي
في صباح يوم غد طلبت من قصي أن أقابله .. جاءني مبتسما
قلت: ما سر هذه الابتسامة ؟
قال ضاحكا : ههه أول مرة تطلبي مني أن أقابلك
_ هههه ليس من حقي أن أرى حبيبي ؟
_أكيد حياتي هذا من حقك
_اممم قصي أريد منك معروف و أنا حقا خجلت منك
مسك يدي و قال: أتخجلين من حبيبك ؟
_ أنا أريد منك أن تقرضني بعض النقود و أنا أعدك سأرجعها لك
_ حياتي سأعطيك النقود و لكن لا ترجعيها أنا و أنت واحد
_ أرجوك لا تحرجني أنا سأرجعها
_ حسنا حسنا ما أجملك اليوم
_ ههه
_ ما أجمل ضحكتك
_ يكفي أنا خجولة
_ أحبكِ
و أخيرا سمعتها .. أحبكِ .. تهت في ترنيمة صوته عندما قالها … أحبكِ .. آه و كأنني أحلم
مر ذلك اليوم معه بسرعة أسمعني أجمل الكلمات و أقرضني المال لكني مازلت مصممة أن أرجعه له
قصي شاب حنون و طيبته هي التي أوقعتني في حبه و كذلك ذكائه و تألقه هو الرجل المثالي الذي دخل حياتي فجأة و أنساني مشاكل الحياة ..
استيقظت في الصباح على صوت رن جرس الباب .. فتحت الباب .. و إذا برجل أسمر البشرة .. طويل القامة .. نحيف أمام الباب قلت : من أنت ؟
قال : بنيتي ؟ ألم تعرفي أباك ؟
_ أنت أبي ؟
و إذا بي أسمع صوت أمي : من طرق الباب ؟ ااه أنت ؟ ماذا تفعل هنا ؟
_ ابنتي ؟ أحقا نسيتني ؟
_ و لما أتذكرك ؟ ههه أنت تغيرت و أنا أراك في صور قديمة
_ أنت كبرت و أصبحت شابة يافعة
_ نعم للأسف كبرت و أصبحت شابة و أنت لم تراني و أنا أكبرُ
دخلت للبيت و لحقني أبي
_ أنا أسف يا صغيرتي
_أسف ؟ ما أسهل الكلمات عندك … فاتك الكثير يا أبي .. فاتك 8 سنوات ما أسهل الكلمات عندك يا أبي
_ أرجوك افهمي وضعي
_ ماذا سأفهم أنك تركتنا من أجل عشيقتك .. أنك تركت إبنتك الوحيدة .. تركت زوجتك التي أحبتك حبا لا يوصف حتى في الخيال أم أنك تركت ولدا شابا ترك دراسته و حياته و مستقبله يصرف علينا
_ لا تنسي أنني أبعث لأمك المال
_ لا أريد مالك .. أريد حنانك .. أريد عندما أستيقظ من النوم أراك .. عندما أنجح كل سنة أراك بجانبي تقبلني و تقول لي أنا فخور بك .. لا اريد مالك …أريدك أنت يا أبي … سئمت حرمانك …
لم أعد أتمالك نفسي أمامه .. دخلت غرفتي و أخذت الهاتف لأكلم قصي
_ألوو قصي
_ لماذا تبكي ؟
_ أريد أن أراك .. أنا أحتاج إليك
_ حسنا سنلتقي في مكان العادة
غيرت ملابسي و خرجت مسرعة
وجدت قصي ينظرني .. عانقته بشدة
_ ياسمين ما بك ؟
_ أبي رجع
_ و لماذا رجع؟
_ لا أدري .. لقد تغير كثيرا
_ حسنا هل تحدثتم ؟
_ نعم .. تحدثنا .. أفرغت قلبي
.. عندما أفرغت ما في قلبك ترتاحي
_أنا تائهة .. حقا أنا أختنق
_ اففف لما كل هذا حياتي
_ بعد 8 سنوات لماذا رجع .. لا أريد أن يتفاءل قلبي
_ ابتسمي و تفاءلي
_ قصي أرجوك أريد ان أسافر معك الى مكان بعيد
_هههه و دراستك يا مجنونة ؟
_ لا أريد أن أدرس كرهت المعهد
_ تكملينا دراستك و أنا أوعدك سنسافر الى أي مكان تختاريه
_حقا؟
_نعم
طبع في جبيني قبلة ..
_ ما رأيك في الذهاب لشرب قهوة ؟
_ حسنا لنذهب
ذهبنا لشرب القهوة , قضينا وقت ممتع .قصي كان أملي الوحيد في الرجوع الى الحياة و السعادة وجدت معه الاستقرار الذي لم أجده في عائلتي و العطف و الحنان الذي لم أجده في أبي .. رغم عطفه و طيبته لكن أشعر بأن حدود بيننا لم أعرف سببها ..
وفي يوم خرجنا لتناول العشاء كان مزاجه معكر سألته : قصي ما بك؟
_لا شيء مريض قليل
_ ما رأيك أن نرجع
_ لا حبيبتي أنا مشتاق إليك