بسم الله الرحمن الرحيم
لاتزال حنين تحتضن دميتها وعيناها غرقى بالدموع ,بعد ماحدث معها ليلة البارحة ,,
عندما أمطرها والدها بسيلٍ من عبارات التوبيخ بدءاً بتأخرها في النوم وعدم انتظام طعامها وانتهاءً بتضيعها لوقتها وعدم استغلاله فيما ينفع !!
أما المحاضرة الثانية فقد كانت من والدتها: فلانة أفضل منك , وفلانة أشطر منك , أنتي لم تفلحي في دراستك , ولاحتى في أعمال المنزل انتِ وانتِ وانتِ …….
وبينما هي في موجٍ متلاطم من ذكريات تلك المواقف المؤلمة , يقطع تفكيرها صوت أخيها أحمد
:حنين ياحنين بنت ماتسمعين ؟
تنزل حنين مسرعة :نعم أحمد أش بغيت ؟!
أحمد:سوي لي شاي
تحضر حنين الشاي ,, تمشي بخطوات بطيئة ومتثاقلة علها أن تلفت انتباه أحمد , ولكن
يبدو أن أحمد بعينيه المحلقتان في التلفاز لم يُعر لدخولها أي انتباه ؟!
وضعت حنين الشاي وخرجت وهي تقول في نفسها لو قال شكراً بس ماكان كلفه شيء ,
وإلا على الأقل لونظر لي نظرة تعبر عن شكره ؟!
تخفي دموعها وتصعد إلى الأعلى لتجد خالد يخرج من غرفته ..
حنين :خالد وين رايح ؟
خالد : خارج برى مع أصحابي
حنين وبصوت مختنق : ممم خالد انت كل ليلة تخرج مع أصحابك الله يخليك خرجني اليوم
معآك
طفشت من جلسة البيت …
خالد : يعني فين تبغين تروحين توك الأسبوع اللي فآت خرجت
حنين : خلينا نتعشى في مطعم
خالد: شوفي حنين أنا موفايق لدلع البنات ! تبغي عشا من برى جبت لك من أحسن مطعم
وغيره مافي يالله سلام ….
يغلق الباب خلفه بقووة يتردد صوته في دواخلها وهي تقول :
اعرف اعرف ياأهلي إنكم تحبوني ولكنكم تحبوني بطريقتكم الشرقية الصحراوية القااسية ؟!!
*****
مسكيــــــنة حنين تُريد أن تُعلنها صريحة لأهلها أنهم قد أعطوها كل شيء ولكنهم
لم يعطوها أهم شيء ؟!
لم يعطوها الحب , الدفء , حرية التعبير عن المشاعر بل لافرصة أساساً لإبدائها
نسوا بأنها عبارة عن كتلة من المشاعر !!
تحتاج إلى كلمات دآفئة تبعث في روحها الدفء الحقيقي بدلاُ
من ذلك الدفء الذي ترتجيه من تلك الدمية الصمآء
****
حنيـــــن
وردة ككل تلك الورود
وردة لم يتم الإحتراف في التعامل معها بعد
تحتاج
إلى من ينظر إليها ويتمتع بجمالها , يشم رائحتها العطرة
ويجعلها عنواناً للفرح والسرور والسعادة ,,,
تحتاج أن تعتني بها ,, وتجعلها سيدة كل الورود وملكة كل الأزهار
تبادلها المشاعر الجميلة ,, بأي طريقة حسية كانت أم سمعية
******
إخوتي وأخواتي
حتى وإن بدت الروابط الشكلية للأسرة قآئمة إلا أن أنه مازال ينقصنا فن الإحتضان ~
ان احتضان البنات برفق، وتقدير مشاعرهن بعمق، والانتباه الى ما يجرحهن من كلمات
او أفعال، وإشعارهن أن البيت هو الملجئ، وأن صدر الأم لا يُعوض، وإن كتف الاب
لايُستبدل. وإن سند الأخ لايُقدر وأن تناغم الأخوات مع بعضهن لايُثمن , وإن جلسةً حميمة تُغدق فيها المشاعر وبنبرة الصوت
العذب, والدفء الغامر,, لها من القوة المنشطة مالايجدنه في محادثة مع ذئب ماكر يُهديها زُخرف الأكاذيب , ولا صديقة حميمة تريد إستمالتها إلى جرف هار ,,
مالمانع أن يُطبق هذا الحب ويترجم إلى تصرفات
حسية , ملموسة :كالإحتضان , الضم , التقببل , الخروج في نزهة ومالمانع أن يفاجئها
أخيها وبدون سابق إنذار بباقة ورد حمراء
مع بطاقة يعبر فيها عن تجديد الحبوالأخوة بينهما ؟!
أو تأتي لها الأم في يوم من الأيام بهدية مغلفة
قدغلفتها بحبها وتعبيرها عن ذلك الحب أولاً قبل
أن تغلفها بورق الهدايا ؟!
أو يباغتها والدها بدعوتها إلى كوفي ليتناولان القهوة سوياً ويتسامران !!
ومالمانع أن تسمي الأخت أختها بـ ((أحلى أخت , تؤم روحي ,صديقة عمري ..))
ولايقل التعبير عن المشاعر بالكلام ولا الناحية المعنوية عن الناحية الحسية
فالكلام قد لايعني شيئاً للذكور ولكنه يعني الكثيرالكثير للإناث !!
والتعبير اللفظي ربما في أحيانٍ كثيرة يكون أِشد وقعاً من ذلك الحسي كالهدايا وغيرها
ككلمة الشكر التي كانت تنتظرها حنين من أخيها أحمد ,,
حقيقة ًلاأنسى كلمة لوالدي رحمه الله لاتزال تتردد في ذهني وترن في قلبي
عندما أعددت له طبق الحلى
-بابا اش رأيك في الحلى مضبوط ؟؟
رد
الحلى حلو وتمآم بسس انتي ألذ وأحلى
في ناس يعملون ابنائهم بهذي الطريقة القاسية
والله قلبتي المواجع