تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تاجر البندقية2

تاجر البندقية2

  • بواسطة
تاجر البندقية2

أماالفتاة الثرية التي يحبها "بسانيو" ويتمنى الزواج منها فقد كان اسمها "بورشيا" .. وكانت تتمتع إلى جانب أخلاقها الرفيعة ورجاحة عقلها بثروة طائلة ورثتها عن أبيها .. وكانت لها وصيفة اسمها "نيرسا" .. وكانت "بورشيا" تعيش في منطقة "بلمونت" القريبة من البندقية.

وبعد أنحصل "بسانيو" على النقود، التي اقترضها صديقه "أنطونيو" من اليهودي "شيلوك" أخذ طريقه إلى "بلمونت" ليعرض الزواج على حبيبته "بورشيا" وكان قد اصطحب معه تابعه المهذب "جراتيانو" ومجموعة من الخدم الذين يرتدون ملابس حسنة المنظر ليكونوا فيخدمته مؤتمرين بأمره ..

ووافقت "بورشيا" على الزواج من "بسانيو" بسعادة غامرة .. واعترف لها "بسانيو" بأن ممتلكاته قليلة .. وأن الشيء الوحيد الذي يفخر به هو انتماؤه إلى أسرة عريقة من النبلاء .. فقالت له "بورشيا" إنها تهبه نفسها وكل أملاكها .. وأنه من الآن فصاعداً هو رب البيت ومن حقه أن يتصرف في كل شيء .. وخلعت الخاتم من أصبعها وأهدته إليه، وطلبتمنه ألا يفرّط في هذا الخاتم أبداً ..

وكان التابع "جراتيانو" والوصيفة "نيرسا" يحبان بعضهما ويرغبان في تتويج هذا الحب بالزواج .. لذلك فما أن علما بأن سيديهما سيتزوجان، حتى أعلن "جراتيانو" أنه يرغب في الزواج من "نيرسا".

ووافق السيدان على ذلك بكل سرور.

***********

ولكن لحظة الهناء هذه لم تستمر طويلاً .. فقد وصل إلى "بسانيو" خطاب يتضمن أنباء مزعجةومفزعة، فشحب وجهه وسألته "بورشيا" عن سر اضطرابه، فقال لها بكل صدق إنه مدين لصديقه العزيز "أنطونيو" بمبلغ ثلاثة آلاف من الجنيهات .. وقد اقترض صديقه هذاالمبلغ من اليهودي "شيلوك" بناءً على عقد يعطي لليهودي الحق في قطع رطل من لحم "أنطونيو" إذا لم يسدد إليه هذا القرض في موعد محدد.

وأراها الخطاب الذي وصله من صديقه الوفي "أنطونيو" والذي يحمل أنباء سيئة .. وكان الخطا بيقول: "عزيزي بسانيو" .. فقدت كل سفني .. ولم أستطيع سداد القرض "لشيلوك" .. بعد أنحل موعد الدفع .. ومعنى ذلك أن اليهودي سيقطع رطلاً من لحمي من أي جزء من جسمي .. وسوف تنتهي حياتي وكل ما أتمناه أن أراك قبل موتي ..

تأثرت "بورشيا" كثيراً بالمصير المؤلم لهذا الصديق المخلص النبيل .. وقالت إن على "بسانيو" أن يرحل فوراً إلى مدينة "البندقية" ومعه أضعاف هذا المبلغ ليحاول تصحيح هذا الخطأ، وينقذ صديقه من براثن اليهودي "شيلوك" .. ووعدته بأنها سوف تبذل بالوقوف إلى جانبه في هذه المشكلة.

ولكن لكي يصبح "لبسانيو" الحق في التصرف في أموال "بورشيا" فقد كان لا بد أن يتم زواجهماف وراً .. فتزوجا .. وتزوج أيضاً "جراتيانو" و "نيرسا"..

وفور إتمام كل هذه الإجراءات، سافر "بسانيو" وتابعه "جراتيانو" إلى البندقية فوجدا "أنطونيو" محبوساً في السجن ..

وحاول "بسانيو" أن يتفاهم مع اليهودي "شيلوك" الذي رفض قبول الثلاثة آلاف من الجنيهات التي قدمها إليه "بسانيو" .. وأصر "شيلوك" على أن يقوم بقطع رطل من لحم "أنطونيو" طبقاً لما تم الاتفاق عليه في العقد وبعد أن فات ميعادالسداد..

وتحدد موعد لمحاكمة "أنطونيو" أمام دوق "البندقية" ووقع "بسانيو" في قلق بالغ وحيرة شديدة..

بعدرحيل "بسانيو" خافت "بورشيا" أن يفشل "بسانيو" في إنقاذ هذا الصديق الوفي النبيل الذي ضحى بحياته من أجل زوجها .. وقررت بينها وبين نفسها أن تذهب إلى "البندقية" لتدافع عن هذا الصديق النبيل أمام المحكمة .. ولكن كيف؟!

كان أحدأقارب "بورشيا" محامياً كبيراً اسمه "بلاريو" فقامت بالكتابة إليه بكل تفاصيل المشكلة .. وطلبت منه أن يعطيها النصيحة في كيفية الدفاع .. كما طلبت منه أيضاً أنيعيرها روب المحاماة حتى يمكنها الوقوف به أمام المحكمة، وسرعان ما وصلها رد المحامي "بلاريو" متضمناً كل النصائح والتفاصيل خطوة خطوة.

وهكذا تزيت "بورشيا" ووصيفتها "نيرسا" بزي الرِّجال، وارتدت "بورشيا" روب المحاماة، وقامت "نيرسا" بدور كاتب المحامي .. وشدتا الرِّحال إلى البندقية ..

ودخلت الفتاتان إلى قاعة المحكمة التي كانت منعقدة برئاسة دوق البندقية ومجموعة من المستشارين. وسلمت "بورشيا" إلى المحكمة خطاباً بتوقيع المحامي الكبير "بلاريو" يقول فيه إنه كان ينوي الحضور إلى البندقية للدفاع بنفسه عن "أنطونيو" ولكنه يعتذرعن الحضور بسبب مرضه ..

ويفوّض الشاب المثقف الدكتور "بالتازار" وهو الاسم الذي سميت به "بورشيا" ليقوم بالدفاعنيابة عنه ..

وقبل الدوق هذا الخطاب ووافق على أن يقوم الدكتور "بالتازار" بالدفاع عن "أنطونيو" بالرغم من صغر عمره وبالرغم من ملامحه الغضة الرقيقة التي تشع بالنضارة ..!

ودارت "بورشيا" بعينيها في قاعة المحكمة .. وشاهدت خصمها اليهودي الجشع "شيلوك" الذي خلا قلبه من الرحمة .. كما شاهدت زوجها "بسانيو" الذي لم يستطع التعرف عليها وهي مرتديةملابس الرِّجال وروب المحاماة .. وكان واقفاً إلى جوار صديقه الحميم "أنطونيو"،وقلبه مفعم بالحزن والأسى.

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.