تقًرير عنْ كيفيةْ تكوينْ آلنجومْ النيترونيهْ
حي’ـآكمْ
يعتبر انفجار العماليق العظام علي هيئة مستعر أعظم من النمط الثاني, واحدا من أعظم الانفجارات الكونية المروعة, التي تؤدي إلي تدمير النجم وإلي تدمير كل ما يدور في فلكه أو يقع في طريق انفجاره من أجرام سماوية في زمن قياسي, وذلك بتكون تيارات حمل عنيفة في داخل النجم تدفع بواسطة وابل غزير من النيوترينوات
Neutrino-Driven ConvectionCurrents
فتقوم بتكوين دوامات متفاوتة في أحجامها, وفي شدة دورانها, يؤدي تصادمها إلي مزيد من تفجير النجم, وتندفع ألسنة اللهب بعنف شديد من داخل النجم إلي خارجه علي هيئة أصابع عملاقة ملتوية ومتكسرة, وتظل طاقة النيوترينو تضخ في داخل النجم المتفجر لمسافة آلاف الكيلومترات في العمق, مما يؤدي إلي تكرار عمليات الانفجار مرات عديدة حتي تخبو فتنطلق رياح عاتية مندفعة بتيار النيوترينو من نجم ذي كثافة فائقة قد تكون داخل حطام النجم المنفجر, ويعرف هذا النجم الوليد باسم النجم النيوتروني الابتدائي, والذي سرعان ما يتحول الي نجم نيوتروني عادي الحجم بجاذبية قليلة نسبيا, ثم الي نجم نيوتروني شديد التضاغط بجاذبية عالية جدا, وهو نجم ضئيل الحجم جدا, سريع الدوران حول محوره مطلقا كمية هائلة من الأشعة الراديوية, ولذا يعرف باسم النابض الراديوي(RadioPulsar)
وباقي نواتج الانفجار تقذف إلي صفحة السماء علي هيئة موجات لافحة من الكتل الغازية الملتهبة, تعرف باسم فضلات انفجار المستعرات العظمي, وهذه الفضلات الدخانية قد تدور في مدارات حول نجوم أخري لتتخلق منها أجرام تتبع تلك النجوم, أو قد تنتهي إلي المادة بين النجوم لتشارك في ميلاد نجوم جديدة.
ومن رحمة الله بنا أن مثل هذه الانفجارات النجمية المروعة والمدمرة والمعروفة باسم انفجار المستعر الأعظم Supernova Explosion
قد أصبحت قليلة جدا بعد أن كانت نشطة في بدء الخلق كما تدل آثارها الباقية في صفحة السماء, فلا يتعدي وقوعها اليوم مرة واحدة كل عدة قرون, فحتي سنة1987 م لم يعرف الفلكيون سوي ثلاث حالات فقط مسجلة في التاريخ المدون, وقعت إحداها في سنة1054 م, وخلفت من ورائها نجما نيوترونيا نابضا في سديم السرطان (Crab Nebula)
الذي يبعد عنا بنحو ألف فرسخ فلكي(3,300 سنة ضوئية) ويدور هذا النابض حول محوره ثلاثين مرة في كل ثانية مطلقا إشعاعا دوارا من الأشعة السينية.
وسجلت الثانية في سنة1604 م في مجرتنا( درب اللبانة), ولاتزال آثار هذا الانفجار باقية علي هيئة دوامات شديدة من الموجات الصدمية
(Shock Waves)
التي يمكن رصدها, ووقعت الثالثة في1987/2/24 م في سحب ماجيلان الكبيرة (The Large MagellanicClouds)
وهي إحدي المجرات المجاورة لمجرتنا.
والانفجار الواحد من هذه الانفجارات العظمي, تفوق شدته الطاقة المنطلقة من جميع النجوم في مجرة كاملة, ويكون الضوء المصاحب له أشد لمعانا من ضوء المجرة بالكامل, ويتبقي عنه نفثات كونية من أشعة جاما
(Cosmological Gamma Ray Bursts)
يطلق عليها اسم المرددات الدقيقة لأشعة جاما
.(Soft Gamma Ray Repeatersor SGRs)
التي تصدر انبثاقات هائلة من الأشعة السينية لتختفي ثم تظهر من جديد بعد عدة شهور, أو عدة سنوات حسب بعدها عنا, والنفثة الواحدة التي ينفثها واحد من تلك المرددات في ثانية واحدة تساوي كل ما تنفثه الشمس من الأشعة السينية في سنة كاملة من سنينا.
وفي سنة1992 م تمكن الفلكيون من اثبات أن مرددات الأشعة السينية تلك, ما هي إلا نجوم نيوترونية شديدة المغنطة
(Super Magnetized Neutron Stars)
أطلقوا عليها اسم الممغنطات (Magnetars)
وأثبتوا لها حقلا مغناطيسيا فائق الشدة, تفوق شدته شدة جاذبية الحقل المغناطيسي للأرض بأكثر من ألف وخمسمائة مليون مليون مرة(1667 مليون مليون مرة), وللشمس بنحو الألف مليون مليون مرة, وهذه الممغنطات هي نجوم نيوترونية نابضة (Pulsating Neutron Starsor Pulsars)
تدور حول محورها بسرعات فائقة مطلقة الأشعة السينية بكميات غزيرة.