يحكى أن حاكماً ظالماً حكم شعباً مشهوراً بالطيبة والعدل فهو مع طيبته وخلقه الحسن لا يسمح بظلم الضعيف وهنا يكمن جوهر الفرق بين الطيبة والجبن ولم يكن هذا الشعب يفوت للحاكم ووزرائه أي صغيرة أو كبيرة عندما يتعدوا على الناس فكان يقف لهم بالمرصاد وقفة رجل واحد فيعيدوا الحق لصاحبه مكرهين وفي بالهم السؤال المهم … كيف لنا أن نفرقهم عن بعضهم حتى نتمكن منهم ونجبرهم على الانصياع لأوامرنا وتعليماتنا واحداً تلو الآخر
فكر الوزير بعض الوقت
حتى أرشد لطريقة شيطانية
فقال للحاكم لقد خطرت في بالي الطريقة التي يمكننا أن نفرقهم بها
ونفعل بعدها ما شئنا ولن يحاسبنا أو يراقبنا أحد
فقال له الحاكم دلني عليها
قال له الوزير إذا أصبح الصباح فاطلب من الشعب
أن يجلب كل واحد من أفراد خمسة بيضات ويسلمها هنا
فاستغرب الحاكم من كلام الوزير وقال له لم البيضات
قال له نفذ يا سيدي وسترى النتائج التي ترضيك
وبالفعل نفذ الأمر هذا الحاكم
وسلم كل فرد من الشعب خمسة بيضات
ثم سأل الحاكم الوزير والآن ماذا علينا أن نفعل
قال له الوزير الآن اطلب منهم أن يأتوا لاستعادة بيضاتهم والسلال
فكان كل واحد منهم يقدم قبل الآخر يأخذ السلة الأجمل والبيض الأكبر
ويترك سلته وبيضه لغيره وهكذا فعلت أغلبيتهم
بعدها سأل الحاكم الوزير والآن ماذا علينا أن نفعل
فقال له الوزير الآن يا سيدي تستطيع أن تفعل ما تريد
لقد أسائوا لضمائرهم ولم يعد بإمكانهم أن يخاطروا بأنفسهم من أجل الحق
ولن يعانوا عليه بل سيجبنوا أمام القوة
عندها تفرق الشعب لفئات وأحزاب الكل يهمه مصلحته
والكل يشمت في الآخر إذا أوذي
البعض يحاول تفادي شر الحاكم فحسب
ومن بقي ممن يحاول مقاومة ظلم الحاكم زجه في السجن وقام بتعذيبه
وهكذا انتهى ضمير الشعب فغاب العدل وأكلوا من الحاكم عن بكرة أبيهم
ولن تعود لهم حقوقهم وكرامتهم إلا بالوقوف صفاً واحداً ضد الظلم
منقوله اعجبتني لانها تتحدث عن سبب عودة العرب قرون وعدم تقدهم
القرية العادله والحاكم الظالم