الحقائق العلمية لتقديم السمع على البصر . .

انعم الله سبحانه بنعم جليلة عظيمة لا تعد ولا تحصى ومنها نعمتي السمع والبصر

فقد ورد ذكر هاتين النعمتين في مواضع عديدة في القرآن الكريم كما في قوله تعالى:

(والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا

ما تشكرون) النحل/78.

(انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) 2الانسان

ولنا ان نتسائل هل لهذا السبق من سبب او دلالة؟

بالرجوع الى علم الاجنة والارحام نتعرف على بعض الحقائق العلمية والتي تفيدنا

في معرفة الحكمة من وراء التقديم . .

1.بالرغم من تطور حاستي السمع والبصر لدى الجنين يبدأ في وقت واحد في اوائل

الاسبوع الرابع من عمر الجنين الا انه عند النظر في تطورهما نجد ان آلة السمع

يستمر تتطورها حيث يبدأ تكوين الاذن الداخلية تباعا بتكون الكيس الغشائي لحلزون الاذن و

بعدها يتكون الحلزون ثم يتكون الغلاف الغضروفي الذي يحيطه بالكامل وينتهي تكوين

الاذن الداخلية تماما عند عمر 5 اشهر ويجب ان نلاحظ ان جزء الاذن الداخلية

يمكنه سماع الاصوات بالاستغناء تماما عن الاذن اوسطى والخارجية

لذلك يقول العلماء ان الجنين يمكنه عند بلوغه الشهر الخامس سماع صوت نبضات

قلب الام وحركة الامعاء .

اما آلة البصر فبالرغم من انها تبدأ في نفس الوقت مع آلة السمع الا انها تستمر

في التطور حتى بعد الولادة اذ ان طبقتها الشبكية لا تكتمل الا بعد الاسبوع الخامس

والعشرين ولا تصبح قادرة على نقل الاشارات العصبية البصرية الا بعد عشرة اسابيع

من ولادة الجنين.

2. يستفيد الطفل ويتعلم من المعلومات الصوتية في اوائل حياته قبل تعلمه المعلومات

البصرية اي انه يفهم الكلام الذي يسمعه ويدركه قبل ان يتمكن من فهم الصور والرسومات .

3- وجد العلماء ان مركز السمع يقع في الفص الا مامي من المخ اما مركز الابصار

فيقع في الفص المؤخر في اخر المخ .

وقد ننجمل الحقائق السايقة فيما يلي :

-يكتمل تطور جهاز السمع لدى الجنين قبل اكتمال تطور جهاز البصر .

-ان الطفل يبدأ بالاستفادة من المعلومات السمعية قبل ان يتمكن من الاستفادة من المعلومات

البصرية .

ان المركز المسؤول عن حاسة السمع يقع امام المركز المسؤول عن حاسة البصر .

ويتضح بذلك سر تقديمه سبحانه لحاسة السمع على البصر وخصوصا اذا لاحظنا ان

كل الايات التي تم فيها تقديم حاسة السمع كانت تتحدث عن الخلق و عن الانشاء و التكوين

فناسب بذلك تقديم الذي ينشأ ويكتمل اولا.

واذا لاحظنا الدقة في اللفظ القرآني نجد ان الايات القرآنية عندما تذكر العين و الاذن

كأعضاء و ليس كحواس فأنها تقدم العين على الاذن لأن العين كعضو توجد امام الاذن .