للرحَيل ثَمن .
أيُّهَا الرَاحِل ، اذهَب بعيداً ، لَا تقف ، لَن أبُحَ صَوتِي لأرجُوك أن تبقى ، وَ لَن أذرفَ الدمَع أمَامك ، سَأصمدُ مَا استعطت ، فَأنت لَست بِأهلٍ أنْ تَرى دمُوعِي يَا مَن رَحلت ، أنَا أولى بَهَا ، فَهي صديقتِي المُقربة يَا من رحلت ، إنَّهَا تحتلُ مرتبتكِ منذُ عَهد ، أنت لا تستحقَّهَا ، لَا أحد يستحقهَا ، فقط الكلمَات وَ الدمُوع ، أحياناً تشِي بِي وَ تضعنِي فِي مَواقف محرجة ، وَ لكنَّهَا لَم تَرحَل قبلاً ، فهِي تعلمُ يقينَاً أنَّ للرحِيل ثَمن ، يا مَن لَا تعلم ذلك ، سَأخبرُكَ ما الثمَن ، الثَمن أن يعذَّبَ ضمِيرُكَ دَومَاً هَذا إن كان لكَ ضَمِير ، أن تمقتُكَ أمِي أن تَرانِي فِي وجهِ كل خَليلٍ تتخذه ، أن تكره نفسَك ، ألَّا تدَّعِي المثَالية ، وَ أن أبِكي أَنا ، أنتحبُ أنا ، وَ أصرخ أُصرخ بِصمت ، حتَى لَا أزعجَ عقِلي ، بتفاهاتٍ لِبعض الراحلين ، أو أن أُكثَر الإزعَاج عَلى قلمِي وَ أوراقِي وَ بعضٌ قَليلٌ مِن خَربشَاتِي ، بِاللهِ عليكِ أتستحقُ مِن تُرَاعي مشَاعَر جمَادات ، أن تتَرك ، أم يُعتبَر هَذا جنُونَاً ، أتدرِي مِن ضرائبِ رحيلك أن أُجَن ، أنتَ لَا تعلم ، أنَا عندمَا أجعلُ شَخصاً صديقَاً مُقَرباً يصبحُ هَوائي وَ أكسجيني ، أحبُّه فِي الله كَأخ ، أخ توأم ، كَروحٍ انشقت مِن رُوحِي ، أتَدرِي هَذا كلهُ لا يعني أنِّي أحتَاجُك أو أرغبُ بِشدةٍ فِي رجُوعِك ، لَقد وجدتُ مَن هُو أهَل ، فقَط أريدُكَ أن تدفعَ ضَريبةَ مكثُوكَ فِي قَلبِي ، و تلويثهُ بَتفاصيلكَ المُخادعِة بِإمتياز ، أريدُكَ أن تَعرف ، مَا ثمنُ الرحِيل ، وَ أنَّ قَلبِي مَا زَال يُفكرُ فِيك !
روووووووووووووووعةة
انتي الاروع
منورة وردة
الله يعطيك العافية اختي
روعة حبيبتي
شكرا لكي اختي الغالية