نقرأ ونسمع عن الزواج المثالي ، وعن الأسباب التي جعلت منه زواجاً مثالياً. فالمشاركة والحب والتعاطف والإنسجام والإيثار.. كلها عوامل تبني الزواج وتنمي وتطور العلاقة بين الرجل والمرأة في هذا الرباط الذي جمع بينهما، ليضمن للحياة استمرارها.
ثم نسمع أيضاً عن الزواج غير الموفق.. الزواج الفاشل، الذي تعصف به الريح ويتهدده ذلك المصير المظلم الذي يخشاه الرجل وتخشاه المرأة أضعاف خشية الرجل.. لأنه يعني بالنسبة لها نهاية حياة قد تكون لها بداية أخرى، وقد لا تكون!
ونحن نقرأ مع قصة كل طلاق يقع بين زوجين، أسباباً شتى، تختلف وتتباين، ولو أنها في جوهرها تكاد تكون واحدة لا تتغير، وهي أن الزوجين لم ينسجما.
حوادث الطلاق
وقد أحصى أحد معاهد الأبحاث الإجتماعية المعروفة عدد حوادث الطلاق التي تقع بسبب عدم انسجام الزوجين، فوجد أنها تشكل أكثر من 60% من مجموع حالات الطلاق في الدول المتقدمة، وحوالي 20% في الدول النامية.
والفرق بين النسبتين، هو نفسه الفرق بين شخصية المرأة عندنا وعندهم.. فالمرأة في مجتمعنا ما زالت مغلوبة على أمرها رغم ما حققته من أسباب الإرتقاء بمستواها التعليمي والثقافي والإجتماعي والأدبي.
معنى الإنسجام
ما الذي عناه الباحثون بالإنسجام؟ هذه الكلمة التي عرفنا، لها معانٍ كثيرة، ولكننا ضللنا الطريق في التوصل إلى اكتشاف وسيلتنا إلى تحقيقه. فهو شيء يتطلب جهداً ومثابرة كأي عمل آخر نقوم به، ونبذل في سبيل أدائه وإتقانه من وقتنا وأعصابنا ما يحقق له النجاح.
الإنسجام هو التآلف الفكري والروحي، وما يتصل بهذا التآلف من عادات وهوايات واهتمامات، تكون متباعدة متنافرة في البداية، لكنها لا تلبث أن تختلط وتمتزج وتتفاعل وتتقارب حتى تذوب وتنصهر في بوتقة الحياة الجديدة، تلك التي أصبحت تحوي عنصرين أساسيين، بعد الزواج، بحيث لا يمكن الفصل بينهما، إلا إذا سمحنا بإدخال مادة جديدة غريبة قد تتفاعل مع أحد العنصرين، فتعود لتفصل ما كان بينه وبين العنصر الآخر! من أين يبدأ الطريق إلى تحقيق الإنسجام بين الرجل وامرأته؟
الحديث فن
أن الطريق إلى تحقيق الإنسجام بين الرجل وزوجته، يبدأ من الحديث والمناقشة. كيف يتحدث الرجل إلى امرأته، وما يقول لها، وبماذا تجيب، ومتى يتكلم، ومتى تسكت،
كيف تتعلم (فن الإنصات)؟
وإن الفتاة قبل الزواج تتعلم أشياء كثيرة تنصحها بها أمها. فهي تتعلم كيف تطهو لزوجها الأطباق اللذيذة، وتتعلم كيف تتودد إليه، وترمي شباكها حوله، ولكنهم نادراً ما يعلمونها كيف تنصت إليه وتهتم بحديثه، بعد أن يقع في الشباك التي تنصبها له!"
والإنصات فن
لو عرفت المرأة التأثيرَ الذي يتركه اهتمامها بحديث زوجها في نفسه لقضت حياتها كلها جالسة أمامه تستمع إليه."
لكن ليس معنى هذا أن تتحول المرأة إلى تمثال، لا يتحرك ولا يتكلم، ولا يغضب، ولا يثور.. لأنها لو فعلت لأصبحت (فينوس) أخرى، تلك التي تغزّل قدماء اليونان بجمالها وصنعوا منها آلهة خرساء!
فالانفعال هو الدليل على وجود الحياة. ما من امرأة لقيتها أو عرفتها، إلا ووجدتها تشكو: ’إن زوجي لا يحدثني في أي موضوع.. إنه متعب دائماً.. وإن تحدث فلكي ألبي له طلبا، أو أحقق له رغبة، وليس معنى هذا أنه رجل كتوم قليل الكلام، لا يحب الحديث.. فهو محدّث لبق. ليتكم ترونه وهو يجلس إلى أصدقائه ومعارفه وزائريه.. ليتكم تسمعونه وهو يحدثهم في أمور الدنيا حديث العارف بأسرارها الخبير بمشاكلها، وسبل الخلاص منها!‘"
ترى ما الذي يدفع الرجل إلى العزوف عن تبادل الحديث مع زوجته وإشراكها في كل ما يتصل بعمله وبمشاكله ومتاعبه وعلاقته بالناس؟
مشاكل الزوج وهمومه
إن كل رجل يحنّ إلى اللحظة التي يستطيع فيها أن يُخرج ما في صدره من مشاكل وهموم، فيجلس إلى شخص يثق فيه ويرتاح إليه، ليحدثه ويتبادل معه الرأي فيما يشغل تفكيره ويقلق باله!
وهو قد يجد هذا الشخص في أبيه أو أمه، أو في أخ كبير، أو أستاذ يحمل له في قلبه الإحترام والتقدير. ولكننا لا نلبث أن نجده قد استبدل بكل هؤلاء امرأته، عندما يتزوج، ويصبح أباً لأسرة. وهل هناك أقرب إلى الرجل من أم أطفاله وشريكة عمره؟
وكل زوجة تسعى إلى كسب صداقة رجلها وثقته، ولكن قليلات هن اللواتي يعرفن كيف يعثرن على ذلك المفتاح الصغير الذي يفتح لهن الطريق إلى قلبه وفكره!
الزوجة الإنسانة
"والمرأة العاقلة هي تلك التي تدرك أنها إذا أرادت حقاً أن تعرف كل شيء عن زوجها وعن عمله وعن مشاكله ومتاعبه، فلا بد لها أن تتعلم أولاً كيف تنصت إليه وهو يحدثها، كيف تعطيه أذناً صاغية، عندما يبدأ في سرد الأسباب التي تسبب له هذا الضيق الذي يشعر به أو القلب الذي يحتويه ويسيطر عليه.
"إنه يريد أن يحس أن الحياة كلها قد توقفت من حوله عندما يتكلم.. يريد أن يشعر بأنه أمام إنسانة رقيقة متعاطفة تقدّر ظروفه، وتفهم تماماً أسباب قلبه، فلا تقاطعه أثناء الحديث، ولا تبدي رأياً متسرعاً ولا تشغل نفسها بشيء آخر قبل أن ينهي حديثه.. حتى إذا ما انتهى تماماً من سرد قصته، وأحسّت أن القلق ما زال يسيطر عليه، جلست تخفف عنه، وتهوّن عليه، دون أن تبدي رأياً أو تقترح حلا لمشكلته، قبل أن يطلب منها هو مثل هذه الحلول والآراء..
موقف الزوجة من مشاكل زوجها
"وقد تجد الزوجة في المشكلة التي يحملها زوجها فوق رأسه وكتفيه، مشكلة بسيطة لا تستحق منه كل هذا القلق والتفكير، وقد تكون المشكلة خطيرة فعلا، فهي تتعلق بعمله ومستقبله..
"المهم أنها يجب ألا تسخر منه إذا اكتشفت تفاهة الأسباب التي تسبب لزوجها الضيق والقلق. كما يجب ألا تجزع وتفزع إذا أحست بخطورة مشكلته، فثقة زوجها بها تتوقف على قدرتها في إخفاء مشاعرها، والسيطرة على أعصابها.
"وليس في هذا خداع، فهي لا تحاول أن تخدع زوجها عندما تكتم مشاعرها، وإنما تحاول فقط ألا تقلل من أهمية الموضوع الذي يشغله، أو تضاعف من خطورة المشكلة التي يواجهها.. أما رأيها في الحالتين فهو قائم، ولكن ليس بالضرورة أن تجاهر به، بمجرد الإنتهاء من حديثه معها، كما أن الزوج لا يتوقع منها دائماً أن تبدي رأياً."
الثقة بالنفس
ابتسامة رقيقة أو قبلة حنون تضعها الزوجة على جبين زوجها، يمكن أن تصنع المعجزات، فهي تعيد للزوج ثقته بنفسه، وتضاعف في الوقت نفسه من ثقته بزوجته، وارتياحه لحديثه معها، ولا بأس بعد ذلك أن تشرح وجهة نظرها وتبسط رأيها في هدوء دون أن تفرض عليه هذا الرأي، أو تحاول أن تشعره بأنه الحل الوحيد لمشكلته!"
إن من بين الأسباب الأساسية التي تجعل الرجل عازفاً عن الحديث مع زوجته، ما يرجع إلى طبيعة المرأة نفسها. فهي بحكم وضعها الإجتماعي، لا تزال في أغلب الأحيان، مسؤولة عن تدبير شؤون البيت والأطفال، فهي تقضي جانباً كبيراً من نهارها وحدها في البيت، بعد أن ينصرف الزوج إلى عمله، ويذهب الأطفال إلى مدرستهم، دون أن يكون هناك أحد تتحدث معه، أو تشكو إليه متاعبه. فللزوجة متاعب ومشاكل كثيرة، تصادفها كل يوم، وهي تقف وسط مملكتها الصغيرة، في محاولات دائبة لا تهدأ مع كل شيء يحتاج إلى ترتيب وتنظيم وتدبير!
للزوجة مشاكل أيضاً
"ومن أجل ذلك، فهي تمضي نهارها تنتظر الساعة التي يعود فيها زوجها إلى البيت، لأنها تجد فيه الإنسان الوحيد الذي تستطيع أن تلجأ إليه في متاعبها، فتنطلق في حديث طويل عن مشاكلها مع الجيران ومع الأطفال!
"لكن الزوج متعب، إنه يريد أن يستريح بعد يوم شاق مليء بالعمل! أو هو قلق لأن هناك مشكلة تشغل تفكيره، وقد كان يتطلع إلى اللحظة التي يعود فيها إلى بيته ليستريح، أو ليتحدث هو مع زوجته عن متاعبه!
"وتكون النتيجة أحد أمرين: فإما أن ينفجر ثائراً، أو يلوذ بالصمت، حتى ليبدو كما لو كان قد فقد القدرة على الحديث أو الإنصات! من أجل هذا يجب على الزوجة أن تختار الوقت المناسب للحديث في مشاكلها هي."
المرأة اللحوح
"وهناك أيضاً المرأة اللحوح، التي تتوق إلى معرفة كل شيء عن زوجها وما صنعه بنفسه، وبعمله، منذ اللحظة التي ترك فيها البيت في الصباح، حتى موعد عودته من العمل. فهي تقف أمامه تستجوبه وهو يخلع ملابسه، أو وهو يتناول طعامه على مائدة الغذاء، أو وهو راقد في فراشه محاولاً أن يجد بعض الراحة في إغفاءة في فراشه محاولاً أن يجد بعض الراحة في إغفاءة قصيرة أو حتى وهو يقرأ صحيفته، أو يستمتع بقراءة الكتاب الجديد الذي اشتراه!
"وقد يجد الزوج شيئا يجيب به على أسئلة زوجته المتلاحقة في بادئ الأمر ولكنه لا يلبث أن يملّ الإستماع إلى أسئلتها، عندما لا يجد شيئا جديداً يضيفه إلى ما قاله لها بالأمس، وفي اليوم الذي سبقه، وفي الأسبوع الذي سبق وهكذا..
محكمة في البيت
فليس هناك شيء يثير الضيق في نفسه، أكثر من الروتين، وخاصة إذا أحس أن امرأته قد تحولت إلى قاض، قد يستعين في بعض الأحيان بشهود من أصدقائه وزملائه لكي تصدر عليه حكمها في النهاية بالبراءة، إذا فشل في إقناعها بأن عمله هو الذي اضطره إلى التأخر عن موعد عودته إلى البيت.
"على أن أكثر ما يضايق الرجل، ويجعله يحجم عن الحديث إلى امرأته، هو شعوره بأنها لا تستطيع أن تكتم ما يبوح لها به، سواء كان هذا السر يتصل بعمله أو بعلاقته مع زملائه وأصدقائه. ولقد كان برنارد شو ساخراً في تقديره لطبيعة المرأة عندما قال يوماً: "إذا أردت أن تنشر خبراً فانقله إلى امرأة، بشرط ألا تنسى أن تؤكد لها أهمية الإحتفاظ بهذا الخبر وسريته!"
الإنصهار في بوتقة الزواج
إن تحقيق الإنسجام في الحياة بين أي زوجين لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تعلمت المرأة كيف تنصت إلى حديث زوجها، وكيف تستمع إليه! وإذا تعلمت المرأة كيف تحوّل بيتها إلى عش سعيد يلجأ إليه الزوج كلما شعر بمشكلة تقلقه وتشغل تفكيره، إذا عرفت كيف تجعله يحنّ إلى اللحظة التي يلتقي فيها معها لكي يبثها أشجانه ومتاعبه، فهي تكون قد نجحت في استمرار انصهار وذوبان حياتهما معاً في بوتقة الزواج!.
والله مبدعة كعادتك
تسلم يمناك اللي خطت لنا هذا الكلام الجميل والحيوي
ولو بشكر فيك ما راح اخلص
دمتي ودام قلمك
كعادتك …..متميزة
مشكورة اختي ،،، الله يعطيكي الف عافية .
والله مبدعة كعادتك
تسلم يمناك اللي خطت لنا هذا الكلام الجميل والحيوي ولو بشكر فيك ما راح اخلص دمتي ودام قلمك |
اهــــلا بك
بسمة الحياه
(( شمس اشرقة بسماء متصفحي لا قدرت ارد بسب سطوع ضوئها))
فكل الشكر والتقدير لكٍ
على المرور الفائح برائحة المسك
ودي لكٍ
‘‘شــــكـــــولاه‘‘
اهـــلا بكٍ
الاحساس الناعم
نورتي كاالفراشه المتالقه بزهرة متصفحي
ودي لكٍ
‘‘شـــكــــولاه‘‘
اهـــلا بك
شروق رياض
نورتي كاالنجمه الامعه في سماء متصفحي
ودي لكٍ
‘‘شـــــــــــكــــــولاه ‘‘
دمتي متميزة مشكورة