بين السواد والبياض
بين السواد والبياض
بينَ السوآآد والبيآآض
مسآحاتٌ رمآآدية…
بين السّواد القاتم ،و البَيَاض النّاصع
مســاحاتٌ رماديّةٌ ،،
قد تشكو حيناً من الصّراعِ ، و الخوف ، والرّهبة ،،
و قد تحمِلُ حيناً الحُبّ ، و الجَمال ، و الرّغبة ..!!
بينَ سوادِ المدادِ ، وبياضِ الورقة،،
مساحاتٌ رماديّةٌ من البوح ..!!
أوراقٌ يُغتَصبُ طُهرُها ، و بياضُ النقاءِ فيها ،
بسوادِ فكرٍ مُنحرف
أو ثورةٍ جامِحةٍ ،
أو عقيدةِ كفرٍ و إلحاد ،،
فتمضي على وجلٍ ، وفي خجل ، مُنكّسة الرأسِ ، مكلّلةً بالعار ..!!
و أوراقٌ تزيل من النّفس سواد الجهلِ ،
و تفتح بسِحرها مغاليق الفكر
و تشِعّ في الآفاق ضوءاً به يهتدي السّاري ،،
و يستنيرُ كلّ مُدلجٍ ، لحروفها قارئ ..
بين سوادِ إِنسانٍ ،، و بياضِ آخر ،،
مساحاتٌ رماديّةٌ من العنصرية ..!!
لسانُ حالِ غرور و ظلمٍ ، يتحدّث :
قف مكانَك أيّها العبدُ الملثم بالسّواد ،
أنت َ صِفرٌ ، وفقرٌ ، وعُهر ..
أنتَ مرضٌ ، و جهلٌ ، وذلّ ..
أنتَ فناءٌ ، وعارٌ ، و خبث..!!
أنت مجرّدُ نكرة مبهمة ، عصيّة التعريف على قوانين ( الحريّة )
لا لشيءٍ إلا لأنّك خُلقتَ مكلّلاً بالسواد ،
و خلق ( الأحرارُ ) مجلّلين بالبياض ..!!
بين سوادِ الدّرهم ، وبياضِه ،
مساحاتٌ رماديّةٌ من الكدح ..!!
ركضٌ محمومٌ خلف القوت ،
ومشيٌ في مناكبها لتحصيل رزقٍ بالتّكاسُلِ قد يفوت ،
غنىً فاحش ، ونفوسٌ غدت بالطّمع أشدّ سواداً من ليل ،،
أو فقرٌ مدقع ، ووجوهـ تشرّبت بياض النّهار ،،
فلبِسَت ملامُحها شحروبَ الموتى ..!!
بينَ سوادِ شعرةٍ ، وبياضِها ،
مساحاتٌ رماديّةٌ من العمر ..!!
أيّامٌ تمرّ ، وسنينٌ تركضُ إلى حتفِها ،
نفوسٌ غافلة ، في ميادين الهوى لاهية ،
و نفوسٌ أخرى مشفقة ،
عن زُخرُف دنياها متجافية ،،
أرواحٌ بعد ذلك برزخيةٌ هائمة ،،
في نعيمٍ أبديّ ، راضية ،
أو عذابً سرمديّ ،
تردد : ليتها كانت القاضية ..!!
بين سوادِ الكذب ، وبياضِ الصّدق ،
مساحاتٌ رماديّة من الاحتيال ..!!
كاذبون نحنُ ، ولااستثناء
نمارسُ الكذب ، ثمّ نعتذر إلى مبادئنا
قائلين : نحنُ لا نكذب، ولكن نتجمّل ..!!
أو نصبِغُ أكاذيبنا السّوداء بقشرةٍ بيضاء
ليسهل مرورها تحت أعين البسطاء ..!!
و لنخفّف على نفوسنا وطأة الذّنب ،
و تأنيب الضمير ، في الجهر ، و الخفاء ..!!
و تبقى المساحاتُ الرّمادية
، بين السّواد
و البياض ،
أكبر من أن يحدّها خيال ..!!
واتركُ لكم المجآل
مماراق لى