تليف الكبد أعراض و وقاية
مرض تليف الكبد (او: تشمع الكبد) هو مرض صعب جدا يحدث عندما يصيب الكبد ندبة. والكبد هو عضو كبير ينتمي الى الجهاز الهضمي
يضطلع الكبد بتشكيلة واسعة من الوظائف الضرورية والحيوية لاستمرار الحياة ولبقاء الانسان على قيدها. فالكبد، مثلا:
*ينتج العديد من المواد الهامة جدا، من بينها الصفراء (عصارة المرارة-)، التي تساعد على *هضم الغذاء، كما ينتج مواد مخثرة للدم تساعد في وقف النزف.
*ينظم ويوازن تركيز / مستويات السكر، البروتين والدهن في الدم.
*يخزن الفيتامينات والمعادن الهامة والضرورية، بما فيها الحديد.
*ينقي الدم من المواد السامة.
*يحلل (بواسطة عملية الاستقلاب / الايض) الكحوليات وانواعا اخرى عديدة من السموم.
عندما يصاب شخص بتليف الكبد، يحل النسيج المتليف مكان النسيج السليم فيعيق الكبد عن القيام بوظائفه بشكل طبيعي. مثلا، قد يعجز الكبد عن انتاج مواد مخثرة بالشكل الكافي، مما يصعب وقف النزيف عند حدوثه. وقد يفشل الكبد في تصفية (تنقية) السموم التي قد تتراكم في الدورة الدموية.
قد يؤدي التندب، ايضا، الى ارتفاع ضغط الدم في الاوردة التي تنقل الدم من الامعاء عن طريق الكبد (فرط ضغط الدم البابي ). وتؤدي هذه الحالة الى حدوث نزيف حاد وخطير في الجهاز الهضمي والى مشاكل خطيرة اخرى.
قد يؤدي تليف الكبد الى الموت. لكن علاج تليف الكبد في مرحلة مبكرة، قد يساعد في وقف الضرر ومنع تفاقم الحالة.
أعراض تليف الكبد
لا تظهر اعراض للمرض دائما في المراحل الاولى من تشمع الكبد.
اما في المراحل المتقدمة من تليف الكبد فقد تظهر بضعة اعراض، من بينها:
*الشعور بالتعب والهزال الشديدين جدا
*نزف الدم من الانف وسهولة الاصابة بجروح
*انخفاض الوزن
*اوجاع او شعور بالضيق، في البطن
*اصفرار لون الجلد (اليرقان – Jaundice)
*الحكة
تجمع السوائل في الرجلين، وهو ما يسمى "الوذمة" وتجمع السوائل في البطن، وهو ما يسمى "الاستسقاء" (او: الحبن )
نزف في داخل المعدة او في المريء، وهي القناة التي تهبط من الفم حتى المعدة.
مضاعفات تليف الكبد
يحدث تشمع الكبد عندما تحل كميات كبيرة من انسجة الندوب مكان الانسجة السليمة في الكبد. يؤدي نسيج الندوب الى اعاقة التدفق السليم للدم من الامعاء عن طريق الكبد ويولد ضغطا كبيرا في الاوردة التي توصل الدم الى هذه المنطقة (الجهاز البابي ). وتسمى هذه الحالة باسم "فرط ضغط الدم البابي"
المرضى المصابون بتليف الكبد هم اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بالتحصي الصفراوي . وكلما كان تليف الكبد اكثر حدة يزداد خطر الاصابة بالتحصي الصفراوي. كذلك، فان مرضى تشمع الكبد هم اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بسرطان الكبد، وخاصة سرطانة الخلايا الكبدية
علاج تليف الكبد
من المهم والضروري جدا علاج تليف الكبد في اسرع وقت ممكن. ومع ان العلاج لا يستطيع اشفاء تشمع الكبد، الا انه قد يفلح، في بعض الاحيان، في الحد من الضرر، او منع حدوث اضرار اخرى للكبد. وقد يشمل العلاج: المعالجة الدوائية، المعالجة الجراحية وعلاجات اخرى، تبعا للعامل المسبب لمرض تشمع الكبد وتبعا للمضاعفات والمشاكل التي يسببها.
*هنالك عدة خطوات يمكن القيام بها من اجل الحد من الضرر اللاحق بالكبد ومن اجل معالجة
الاعراض:
*تجنب تناول المشروبات الكحولية، اطلاقا.
*عدم تناول اي دواء دون استشارة الطبيب.
*التحقق من ان اللقاحات التي تم الحصول عليها ما زالت فعالة.
*الحرص على تغذية قليلة الصوديوم.
*قد تظهر الاعراض، احيانا، بعد ان يكون المرض قد بلغ مراحل متقدمة، فقط. لذلك، من *الضروري المواظبة على اجراء الفحوصات الطبية بانتظام، بما فيها الفحوصات المخبرية.
احيانا، قد تكون ثمة حاجة الى اجراء فحوصات اخرى للكشف عن مشاكل طبية اخرى محتملة، مثل:
تضخم الاوردة: وهي الظاهرة التي تعرف باسم "الدوالي" ، في الجهاز الهضمي. وقد تتعرض الدوالي للنزف.
سرطان الكبد: المرضى المصابون بتشمع الكبد هم اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بسرطان في الكبد.
في الحالات التي يشكل فيها تليف الكبد خطرا على حياة المريض، تشكل عملية زرع الكبد طريقة علاجية ممكنة اخرى. لكن عملية زرع الكبد مكلفة جدا، ومن الصعب الحصول على الاعضاء، غالبا، ونجاحها ليس امرا مضمونا دائما. لذلك، على الاطباء ان يقرروا بشان اي الحالات هي صاحبة الاحتمالات الاكبر للاستفادة من عملية الزرع.
يجدر استشارة الطبيب بشان الخطوات الواجب اتخاذها لتحسين الوضع الصحي العام، ولكي يكون المريض مرشحا جيدا لاجراء عملية زرع الكبد في المستقبل.
عندما يزداد تشمع الكبد سوءا وتفاقما، يفضل بعض المرضى تركيز اهتمامهم في ان يتم العلاج بطريقة مريحة وكريمة. كما ان المعالجة الملطفةمن شانها ان توفر الدعم وان تخفف من حدة الاعراض. هكذا يستطيع المريض ان يعيش بقية حياته على افضل نحو ممكن.
ان حقيقة ادراك المريض واقتناعه بانه يتلقى العلاج الذي يرغب فيه ويحتاج اليه من شانها ان تشكل مصدر عزاء ومواساة هام بالنسبة له.
الصراع مع مرض تليف الكبد قد يكون صعبا وشاقا. اذا كان المريض يشعر بالحزن وبانعدام الامل، فمن المفضل ان يبلغ طبيبه بذلك، اذ يمكنه تلقي الاستشارة والمساعدة. كما ان التحدث مع اشخاص مروا بالتجربة ذاتها قد يساعد بشكل كبير.
بارك الله فيكى
ان شاء الله في ميزان حسناتك