عودوا إلى الحجامة!!

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن جابر بن عبدالله عاد المقنع بن سنان رضي الله عنه في مرض فقال له جابر: " لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فيه شفاء" وروت سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أبو داوود بسند حسن " ماكان من يشتكي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا في رأسه إلا قال: أحتجم".

فالحجامة سنة نبوية مباركة ولأنها هدى نبوي فهي بالتالي علاج صحيح لا محالة إذا وافقت داءها إذ لكل داء دواء, وقد وافقت الأبحاث الطبية هذه السنة النبوية, حبث ثبت طبيا تأثير الحجامة على نوعين من الصداع وهما: ذاك الناتج عن ارتفاع التوتر الشرياني, وصداع الشقيقة المعروف.

ولهذا فقد قامت مصانع الغرب بإنتاج آلات للحجامة متطورة وتضمن سلامة الأداء, وإن كان الأطباء يقترحون الاكتفاء بالفصادة التي يرونها تغني عن الحجامة وتؤدي الى النتيجة نفسها.

وقد دلت البحوث على نجاح الحجامة في علاج الأمراض الرئوية, والجلدية وخاصة داء الذئبة السلية, والذئبة الحمامية, والأكزيما الحادة.

ولكن من مشاكل الحجامة لدى العوام أنهم لا يراعون أسس النظافة والوقاية حيث يقوم بها في القرى والأرياف أناس لا يبالون بالنظافة لا في أجسامهم ولا في معداتهم, ولذلك فهي فرصة لنقل العدوى والتلوث في ظرف كهذا. وقد وردت أحاديث لا تصح في توقيت الحجامة لكن بعضها ضعيف وليس موضوعا, وبينهما فرق كبير كما نعلم, منها حديث " من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر كان دواء لداء السنة", وما جاء من أن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها محتجم إلا عرض له داء لا يشفى منه, فمثل هذه الأحاديث لا تثبت ولكن من أراد التحوط بها فهذا أمر يخصه كما لا نستطيع الجزم بأنها غير صائبة المعنى, وأثر المواسم على النفوس والأدواء أمر غامض ليس هذا مجال طرقه. والخلاصة هي أن الحجامة دواء ناجح إذا روعيت فيه أسباب النظافة وقام به الخبراء, وليس من خرافات القدماء وحماقات البسطاء كما يظن بعض الناس.