إن كثيراً من الآباء يأمرون وينهون لكنهم لا يجدون استجابة والسبب: أنهم يكسرون ما بنوا أمام أعين أولادهم، ويهتكون أستاراً نصبوها أمام أعين أولادهم، ويتناقضون أمام أولادهم، ويعملون أولادهم النفاق، كيف؟
تجده ينهى عن شيءٍ فيرتكبه، ويأمر بواجبٍ فلا يفعله، حربائٌي متقلب؛ في بيته له صورة، وأمام الناس له صورة أخرى، فتنطبع هذه الصفات وهذه السلوكيات من الأب إلى الابن فيصبح الابن حربائياً، فأمام أبيه دين، ووراء أبيه فاجر، لأن أباه طبق نفس العملية،والولد اكتشف مسألة ليس سهلة، لا تتصور أن الولد سهل تفوت عليه التناقضات، هو يرى الصور الصحيحة ويخزنها، فإذا استمرت الصور الصحيحة لا يرى إلا الصحيح الذي ينبغي أن يكون، لكن إذا وجد صورة صحيحة وتناقضها صورة سيئة، يقول: إذاً ممكن أن يجمع الإنسان في الحياة بين الصدق والكذب.. بين الأمانة والخيانة.. بين الصلاح والفساد، ويمكن أن يتعايش تعايشياً سليماً في شخصيته، ويستمر في هذا الانفصام النكد.
الله عز وجل يقول:} يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون { ) الصف:2-3 ) ازدواجية التربية ( تناقض القول والفعل) أمر غريب جداً!
في سنن أبي داود و سنن البيهقي عن عبد الله بن عامر قال: ( دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعد في بيتنا فقالت: تعال أعطيتك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما أردت أن تعطيه؟ قالت: أردت أن أعطيه تمرة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أما أنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة) فكم أعطينا أبناءنا من كذب بحجم لا يخطر على بال، بل كثير من الناس يقول: انظر هذا الصغير عجيب هذا حجمه ويكذب هذه الكذبة الكبيرة! ما تعلمها إلا من أبيه الداهية مصنع الكذب، هو فقط صدر وحدة من المنتجات، لكن المصنع كان من عند الوالد أو الوالدة، فينبغي أن نلتفت لمثل هذه القضايا. إياك أن يكتشف أولادك أو أن يروا منك تناقضاً في كلامك وسلوكك وأفعالك وتصرفاتك، إذا حصل ذات يوم أن رأوا تناقضاً؛ فليزم عليك أن تعلمهم بأن هذا خطأ، أنا وقعت في هذا الخطأ من حيث لا أشعر، المهم انتبه حتى لا يستقر في أذهانهم أن هذا أمر طبيعي يمكن أن يكون له وجهان وشخصيتان وأمران وحالان ووضعنا إلى غير ذلك، وعند الإمام أحمد وابن أبي الدنيا عن أبي هريرة رضي الله عنه: ( من قال لصبيٍ : تعال هاك؛ ثم لم يعطه فهي كذبة).
إذاً أيها الأحبة! لا بد أن يشعر كل والد وكل أم أنهم الأنموذج الأمثل للقدوة، وأن الأولاد ينقلون عنهم كل شيء: ( كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) إن كان الأب يهودياً هود أولاده، وإن كان الأبوان نصرانيين نصرا أولادهما بالوراثة.. بالانتقال.. بالسلوك.. بالفكرة.. بالتعايش، إن كانوا يهوداً نقلوا بمثل ذلك، فالتأثير واضح: يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، والولد- كما قيل- سر أبيه.
تحيتي
أختكم نور الولاية
مشكورره اختي- نوور
موضوع مهم جدآآ ووقعي
جزكي الله خيرآآ
دمتي
=====
بارك الله فيك نور
والله حطيتى ايدك على الجرح
ربنا يهدى
الاباء
والابناء
شكرا
مشكوووووووووووووووورين أخواتي على المروووووووووووور والله يعطيكم العافية ولا حرمنا الله من مروووووووركم العطر إن شاء الله…………………….
تحيتي
أختكم نور الولاية