بعد مرور زمن على الزواج، كثيراً ما تحدث حالة من التكرار والملل؛ بسبب الحياة الرتيبة، وغياب عنصر الإثارة عن أحداث المعيشة اليومية، عندها لابد من شيء يجدد النشاط، ويعيد للحياة السعادة.. ولكن: كيف يحدث ذلك؟!
يقترح البعض تغيير أثاث المنزل، أو شراء قطعة ثياب جديدة، أو الذهاب إلى رحلة بعيداً عن الحياة الزوجية التقليدية.
ويرى آخرون أن الحل في إنجاب طفل جديد ينعش الحياة الزوجية، ويضفي عليها مزيداً من الحيوية.
لكن الخبراء يضيفون حلاً آخر؛ هو (الانفصال المؤقت) أي: أن يأخذ كلا الزوجين إجازة من شريك حياته.. فهل يساعد ذلك على انتشال الحياة الزوجية من ركودها؟ أم يصبح (صورة من طلاق مؤقت)؟!
قيل فيها:
• إيجابية إذا ما طبقت بطريقة صحيحة.
• فرصة لإعادة الحب، والسكينة لحياة أصابها الملل.
• تعيد اكتشاف شخصية كل منهما على حدة.
• انفصال مؤقت، يعيد للحياة بريقها، وعافيتها.
الدكتور عادل مدني – أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر – يؤكد أن: "الإجازة الزوجية، تعيد اكتشاف شخصية كل منهما على حدة، وتفجِّر في داخليهما طاقات لم يكتشفاها من قبل". ويقول: "الإجازة الزوجية مهمة، ولكن بشروط؛ منها:
ألا تطولَ مدتها على أسبوع؛ حتى لا تزيد مشاعر الحرية لدى الزوجين، وهى مشاعر يستحسنها الإنسان بعيداً عن الالتزامات اليومية، والواجبات التي لا تنتهي تجاه الآخر؛ فتضخم مشاعر الحرية المفاجئة، ويصعب معها تقلص هذه المشاعر، والعودة منها إلى الحياة الزوجية مرة أخرى. والإجازة الزوجية تخرج الإنسان من الأحاديث اليومية المعروفة داخل الأسرة الواحدة، وتنقله إلى أحاديث مختلفة، تجدد حيويته الذهنية التي هو في أشد الحاجة إليها، وهذا لا يكون إلا بإجازة زوجية قصيرة يقضيها كلٌّ منهما مع الأهل والأصدقاء".
ويضيف: "إن الإجازة تحدُّ من مظاهر السلوك السلبي؛ لاجتماع الزوجين دائماً في مكان واحد أوقاتاً طويلة؛ هذا الأمر يولِّد مشاعر الملل والرغبة في الهروب منه ومن الشريك".
ويحدد د. عادل مدني مواصفات الإجازة قائلاً: "لابد أن يتفق الطرفان مقدَّماً وضمناً بأنها إجازة مؤقتة؛ يستمتع فيها كل منهما بحياته بعيداً عن الغضب؛ لاستعادة المشاعر الأولى المتوهجة التي توارت نسبياً بسبب رتابة الحياة، وكثرة الالتزامات، ومواعيد العمل المختلفة الضاغطة التي أدت بكل منهما إلى أن يشعر بغربته تجاه الآخر الذي ضاق به؛ لأن نظام حياتهما واحدٌ، وكلاهما أصبح مكرراً في مواضيع متقاربة ومتشابهة، وهنا لابد من الإجازة التي يشترط لإنجاحها أن يذهب كلٌّ منهما في اتجاه مغاير، متعاهدين على العودة القريبة، والاتصال الهاتفي من بُعْد؛ حتى لا تجفَّ المشاعر، ويمكن أن يحمل كل منهما ما يذكِّره بالآخر، وبهذا تكون الإجازة قد أ ثمرت".
يتبـــــــــــــــــــــــع
الدكتور هاشم بحري – أستاذ الطب النفسي – يؤكد أن: "الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة؛ فُطِر على الحب والعطاء، ولكن الظروف المحيطة به هي التي تغير نظرته للحياة". ويقول: "الحب هو الضمان الوحيد لنجاح العلاقة الزوجية، وتأتي بعده عوامل أخرى، مثل: طبيعة الزوج والزوجة، وتحكيم العقل في العلاقة. فالحياة الزوجية شَرِكَة نفسية وجسدية يدخلها اثنان بِنِيَّةِ الاستمرار، ويتوقف استمرار العلاقة ودرجتها على قدرة الزوجين على الذوَبان كل في الآخر، فإذا كان هذا الذوبان على طريقة تقديم التنازلات لتمضي سفينة الحياة، فإن استمرار العلاقة سيكون نسبياً، ومعرَّضاً للأزمات؛ إذا ما تعرضت معادلة التنازلات للاهتزاز".
وعن اقتراح الإجازة الزوجية يقول د. هاشم بحري: "إن الإجازة الزوجية تحفظ للزوجين استقلاليتهما الشخصية، وهو بعد مطلوب في الحياة الزوجية، وهى بمنزلة تجربة انفصال مؤقت تعاد خلالها الحسابات، ويتجدَّد فيها نشاطهما، ويعيدان النظر في أمور علاقتيهما اليومية؛ لتستعيد العلاقة عافيتها وبريقها الأول؛ لأن البديل هو الغرق في المشكلات حتى الموت حتماً، وإذا كانت الإجازة الزوجية مِساحة من الزمان يفترق فيها الزوجان برغبتهما وبوعي ونُضج، فإنها تكون إجازة مثمرة لكل منهما، أما الإجازة التي يذهب فيها كل واحد منهما بدوافع الغضب والهروب من الواقع، فتكون فرصة لزيادة الغضب، والقرارات العشوائية التي تنتهي بالانفصال أو الطلاق".
أن الإجازة الزوجية في الأسرة الواحدة عربياً وعالمياً، لها أكثر من مفهوم؛ فالإجازة تكون عندما يخرج الزوج مع زوجته لتناول العشاء، وهناك إجازة يصطحب فيها الزوجان أولادهما، ولها مردود على المشاعر الأسرية، وهناك الإجازة الفاصلة وهي الإجازة الزوجية التي نحن بصددها، وهى إيجابية إذا ما طُبِّقت بطريقة صحيحة، على ألا تطول مدتها، وألا تكون بعد ثورة غضب، أو تأتي كفض اشتباك؛ فالإجازة تعني الانفراد بالنفس قليلاً من الوقت؛ لتجديد الحنين والشوق.
جميله تسلم ايديكي
،،
جذبتنـــاااا سطــــور طرحـــــك الشيّــــق والـــرااائع والأنيـــــق حبيبتــــي كمـــااا العــااادة
وفقــــك الله وأسعــــدك أينمــــااا كنـــتِ ي عســــل ~
:: :: ::