الرجل متعدد العلاقات.. هل تقبله المرأة كزوج؟
قد يخطب أكثر من مرة، وقد يرتبط عاطفياً بأكثر من علاقة، تتحلق حوله الفتيات كالفراشات حول الزهرة، فيقعن في أسره ولا يطلبن منه سوى نظرة، وابتسامة. ولكن عندما يرفع الراية البيضاء، ويطلب الزواج بالمرأة المناسبة، في الوقت المناسب، هل يجد منها القبول يا تُرى؟
لا شك في أن ظاهرة الرجل مُتعدّد العلاقات النسائية، موجودة في كل زمان ومكان. ولكن، عندما يصادفك نموذج لهذا الرجل لأوّل مرة، قد تظن أنّه سيِّئ النيّة يجري وراء ملذاته وشهواته. ولكن، ماذا لو كان في الحقيقة يبحث عن علاقة تؤدي إلى الزواج، لكن مشكلته تكمن في أنّه يتسرع في التعبير عن عواطفه، بحيث يردد كلمة "أحبك" بسهولة فائقة على مسمع كل فتاة يراها. لذا، يمتلئ دفتر حياته بعلاقات الحب ومشروعات الارتباط التي لا تُكلل بالنجاح؟ في الحقيقة، إننا لا نريد هنا أن نظلم هذا النوع من الرجال، فنقول عنه إنه "دونجوان" بالمعنى الحرفي للكلمة. لهذا، تبدو كلمة "حبِّيب" وكأنّها تلائمه أكثر. لأن رجلنا هذا، على الرغم من مجاملاته الحارة لكل فتاة جميلة يراها أو يقابلها، قد يكون مخلصاً جدّاً في الحب إذا اختار زوجة. ولكن، ماذا يقول الناس عنه في قضية الزواج؟ هل هو صالح لذلك يا ترى؟ وهل تقبّل المرأة بمثل هذا الرجل كزوج؟
– حرمان عاطفي:
كيف نفسر حالة الرجل متعدد العلاقات النسائية من الناحية النفسية؟ وهل يمكن الوثوق بهذا الرجل كزوج في حال الارتباط به؟ أسئلة طرحناها على الأخصائي النفسي الدكتور طلعت مطر، الذي أشار إلى أن "ملامح التكوين النفسي لمثل هذا النوع من الرجال، تشير إلى أنهم يعانون عدم الإشباع العاطفي"، لافتاً إلى أنّه "قد يكون لهذا الشعور جذور في الطفولة البعيدة، كأن يكون هذا الرجل قد فقد أُمّه مبكراً. بالتالي، لم يَشبَع من حنانها وعطفها". ويقول: "قد ينشأ هذا الشعور أيضاً في فترة المراهقة نتيجة للكبت العاطفي". يضيف: "في الإجمال، إن عدم الاكتفاء العاطفي في سنوات العمر المبكرة، قد يقود الرجل إلى البحث عمّا يفتقده. لذا، فهو لا يكتفي بامرأة واحدة، بل يسعى خلف كثيرات ليُعوّض هذا النقص، حيث إنّ عواطفه لا تكون مُوجّهة نحو شخص مُحدّد، بل إلى كل أنثى يعتقد أنها تحقق له الإشباع العاطفي". يتابع: "ماعدا ذلك، فهو يتَّصف بأنه ناجح اجتماعياً، حلو اللسان، ويتمتع ببريق قد يتمثل في مركزه الاجتماعي أو ثروته أو ثقافته. لذا، فإنّ معظم النساء ينجذبن إليه".
ويقسّم الدكتور مطر أنواع الرجل متعدد العلاقات النسائية قسمين، لافتاً إلى أن "هناك نوعاً يظل يبحث عن المرأة التي تحقق له إشباع حاجته النفسية والعاطفية، وما إن يجدها فإنّه يكتفي بها، ولا ينظر إلى غيرها، خاصة إذا كانت تنشئته الاجتماعية صالحة، ترتكز على القيَم، ويحكمها الوازعان الديني والأخلاقي، إذ نتوقع من هذا النموذج الاستقرار، من دون أي مشاكل تُذكر". أما القسم الآخر، حسب ما يقول الدكتور مطر، "فتُصنَّف حالته كحالة سيكوباتية" مَرَضية تُعرف في الأوساط الطبية النفسية باسم "الدونجوانيزم" (Don Juanism). يُشير د. مطر، إلى أن "هذا النوع يندفع دائماً إلى البحث عن متعته الشخصية، بغض النظر عن إيذاء شعور الآخرين، ويتركز هدفه على أن يوقع بأكبر عدد من النساء في شباكه، وفي أوقات متقاربة، مدفوعاً بشعور متعة كاذب تحققه له مثل هذه العلاقات. وعندما يُشبع غرائزه، يترك الضحية وراءه ليعود ويفتش عن أخرى تملأ له فراغه العاطفي، ويُلازمه شعور بالدُّونية والنقص. لذا، هو يحاول تعويض ذلك ليَشعر بأنّه جذّاب بالنسبة إلى النساء، ومرغوب فيه، ويكون ارتباطه بالزواج مجرد نزوة مؤقتة يعود بعدها إلى سيرته الأولى، ويُسهم في ذلك قلّة الوازعيْن الديني والأخلاقي لديه".
وينصح الدكتور مطر النساء اللواتي يَقبلن بالزواج بأيٍّ من هذين النوعين من الرجال متعددي العلاقات، "بالصبر والتفهّم والابتعاد عن لومهم ومحاصرتهم، وبذل كل الجهد لاحتوائهم عاطفياً، إذ إنهم يحتاجون إلى جرعات كبيرة من الحنان، تعوّضهم الشعور بالنقص الدائم، الذي يُلازمهم في هذا الجانب".
– رجل تعددي:
أما أستاذة علم الاجتماع، الدكتورة ابتسام محمد أحمد، فتلفت إلى أنّ "المرأة قد تغض الطرف عن تعدد علاقات الرجل قبل الزواج، آملة في إصلاح حاله بعد الزواج، مُعتمدة على الفكرة الاجتماعية الشائعة في ذلك". وإذ تحاول ان توضح الأسباب الاجتماعية التي تدفع الرجال إلى مثل هذا السلوك، تقول: "قد يكون تعدد علاقات الرجل مرتبطاً بالنشوة التي يجدها من كونه مقبولاً من النساء، ويجب ألا ننسى أنّ الدين يبرر هذه التعددية لكنه يقننها، ويعطيها الشرعية بالزواج". تضيف: "لكن، في حالات كثيرة، يخلط الرجل بين ما هو تقليدي وذكوري وما هو شرعي وديني. وبذلك، تجد الزوجة نفسها مضطرة إلى التعامل مع نفسية الرجل، التي تميل إلى التعدد، وتَفهُّم هذه الطبيعة جيِّداً وتحاول التأقلم معها". تتابع: "كما أنّ الظروف الاجتماعية والاقتصادية، ومشاكل العزوف عن الزواج، قد تقود بعض الفتيات إلى قبول عرض الزواج بمثل هذا الرجل، خاصة أنه قد يتمتع بمزايا اجتماعية أخرى، تدفعه إلى أن يكون مرغوباً فيه كزوج. لكن من المهم أن تدرس الفتاة الصفات الشخصية لمن يتقدم لها، وتُقيّم مدى استعداده للاستقرار أم لا، ثمّ بعد ذلك تقرر القبول به كزوج". إلا أنّ الدكتورة ابتسام ، تؤكد "وجود حالات كثيرة من المشاكل الأسرية والزوجية، التي يكون سببها الرئيسي، ارتباط امرأة برجل له ماضٍ يزخَر بالعلاقات النسائية"، كاشفةً أن "كثيراً من النساء قد يقبلن الارتباط بهذا النوع من الرجال، ولكنهنّ يفشلن في نسيان ماضيه، كما أن بعض هؤلاء الرجال قد يعجزون عن الالتزام والإخلاص لمن اختاروها زوجه، ويعودون إلى ممارساتهم القديمة".
ولحل هذه المشكلة، تطالب الدكتورة ابتسام طَرَفي العلاقة الزوجية "ببذل مجهود للوصول إلى حلول مُرْضية تحافظ على البيت الزوجي من الانهيار"، مؤكدةً أنّ "على المرأة مثلاً، أن ترى ما الذي يدفع الرجل ليُعدّد من علاقاته بعد الارتباط بها، ثمّ تحاول أن توفّر له ما يجده في هذه العلاقات، مثل أن تزيد الاهتمام به وتمنحه المزيد من العاطفة، وأن تحرص على عدم إشعاره بأنه تحت المراقبة". تختم بالإشارة، إلى أن "على الزوج الذي يميل إلى التعدد أن يَكبَح جماح نفسه، ويشعر بمسؤوليته تجاه مشاعر زوجته حتى لا يجرحها".
الرجل متعدد العلاقات.. هل تقبله المرأة كزوج؟
قد يخطب أكثر من مرة، وقد يرتبط عاطفياً بأكثر من علاقة، تتحلق حوله الفتيات كالفراشات حول الزهرة، فيقعن في أسره ولا يطلبن منه سوى نظرة، وابتسامة. ولكن عندما يرفع الراية البيضاء، ويطلب الزواج بالمرأة المناسبة، في الوقت المناسب، هل يجد منها القبول يا تُرى؟
لا شك في أن ظاهرة الرجل مُتعدّد العلاقات النسائية، موجودة في كل زمان ومكان. ولكن، عندما يصادفك نموذج لهذا الرجل لأوّل مرة، قد تظن أنّه سيِّئ النيّة يجري وراء ملذاته وشهواته. ولكن، ماذا لو كان في الحقيقة يبحث عن علاقة تؤدي إلى الزواج، لكن مشكلته تكمن في أنّه يتسرع في التعبير عن عواطفه، بحيث يردد كلمة "أحبك" بسهولة فائقة على مسمع كل فتاة يراها. لذا، يمتلئ دفتر حياته بعلاقات الحب ومشروعات الارتباط التي لا تُكلل بالنجاح؟ في الحقيقة، إننا لا نريد هنا أن نظلم هذا النوع من الرجال، فنقول عنه إنه "دونجوان" بالمعنى الحرفي للكلمة. لهذا، تبدو كلمة "حبِّيب" وكأنّها تلائمه أكثر. لأن رجلنا هذا، على الرغم من مجاملاته الحارة لكل فتاة جميلة يراها أو يقابلها، قد يكون مخلصاً جدّاً في الحب إذا اختار زوجة. ولكن، ماذا يقول الناس عنه في قضية الزواج؟ هل هو صالح لذلك يا ترى؟ وهل تقبّل المرأة بمثل هذا الرجل كزوج؟
– حرمان عاطفي:
كيف نفسر حالة الرجل متعدد العلاقات النسائية من الناحية النفسية؟ وهل يمكن الوثوق بهذا الرجل كزوج في حال الارتباط به؟ أسئلة طرحناها على الأخصائي النفسي الدكتور طلعت مطر، الذي أشار إلى أن "ملامح التكوين النفسي لمثل هذا النوع من الرجال، تشير إلى أنهم يعانون عدم الإشباع العاطفي"، لافتاً إلى أنّه "قد يكون لهذا الشعور جذور في الطفولة البعيدة، كأن يكون هذا الرجل قد فقد أُمّه مبكراً. بالتالي، لم يَشبَع من حنانها وعطفها". ويقول: "قد ينشأ هذا الشعور أيضاً في فترة المراهقة نتيجة للكبت العاطفي". يضيف: "في الإجمال، إن عدم الاكتفاء العاطفي في سنوات العمر المبكرة، قد يقود الرجل إلى البحث عمّا يفتقده. لذا، فهو لا يكتفي بامرأة واحدة، بل يسعى خلف كثيرات ليُعوّض هذا النقص، حيث إنّ عواطفه لا تكون مُوجّهة نحو شخص مُحدّد، بل إلى كل أنثى يعتقد أنها تحقق له الإشباع العاطفي". يتابع: "ماعدا ذلك، فهو يتَّصف بأنه ناجح اجتماعياً، حلو اللسان، ويتمتع ببريق قد يتمثل في مركزه الاجتماعي أو ثروته أو ثقافته. لذا، فإنّ معظم النساء ينجذبن إليه".
ويقسّم الدكتور مطر أنواع الرجل متعدد العلاقات النسائية قسمين، لافتاً إلى أن "هناك نوعاً يظل يبحث عن المرأة التي تحقق له إشباع حاجته النفسية والعاطفية، وما إن يجدها فإنّه يكتفي بها، ولا ينظر إلى غيرها، خاصة إذا كانت تنشئته الاجتماعية صالحة، ترتكز على القيَم، ويحكمها الوازعان الديني والأخلاقي، إذ نتوقع من هذا النموذج الاستقرار، من دون أي مشاكل تُذكر". أما القسم الآخر، حسب ما يقول الدكتور مطر، "فتُصنَّف حالته كحالة سيكوباتية" مَرَضية تُعرف في الأوساط الطبية النفسية باسم "الدونجوانيزم" (Don Juanism). يُشير د. مطر، إلى أن "هذا النوع يندفع دائماً إلى البحث عن متعته الشخصية، بغض النظر عن إيذاء شعور الآخرين، ويتركز هدفه على أن يوقع بأكبر عدد من النساء في شباكه، وفي أوقات متقاربة، مدفوعاً بشعور متعة كاذب تحققه له مثل هذه العلاقات. وعندما يُشبع غرائزه، يترك الضحية وراءه ليعود ويفتش عن أخرى تملأ له فراغه العاطفي، ويُلازمه شعور بالدُّونية والنقص. لذا، هو يحاول تعويض ذلك ليَشعر بأنّه جذّاب بالنسبة إلى النساء، ومرغوب فيه، ويكون ارتباطه بالزواج مجرد نزوة مؤقتة يعود بعدها إلى سيرته الأولى، ويُسهم في ذلك قلّة الوازعيْن الديني والأخلاقي لديه".
وينصح الدكتور مطر النساء اللواتي يَقبلن بالزواج بأيٍّ من هذين النوعين من الرجال متعددي العلاقات، "بالصبر والتفهّم والابتعاد عن لومهم ومحاصرتهم، وبذل كل الجهد لاحتوائهم عاطفياً، إذ إنهم يحتاجون إلى جرعات كبيرة من الحنان، تعوّضهم الشعور بالنقص الدائم، الذي يُلازمهم في هذا الجانب".
– رجل تعددي:
أما أستاذة علم الاجتماع، الدكتورة ابتسام محمد أحمد، فتلفت إلى أنّ "المرأة قد تغض الطرف عن تعدد علاقات الرجل قبل الزواج، آملة في إصلاح حاله بعد الزواج، مُعتمدة على الفكرة الاجتماعية الشائعة في ذلك". وإذ تحاول ان توضح الأسباب الاجتماعية التي تدفع الرجال إلى مثل هذا السلوك، تقول: "قد يكون تعدد علاقات الرجل مرتبطاً بالنشوة التي يجدها من كونه مقبولاً من النساء، ويجب ألا ننسى أنّ الدين يبرر هذه التعددية لكنه يقننها، ويعطيها الشرعية بالزواج". تضيف: "لكن، في حالات كثيرة، يخلط الرجل بين ما هو تقليدي وذكوري وما هو شرعي وديني. وبذلك، تجد الزوجة نفسها مضطرة إلى التعامل مع نفسية الرجل، التي تميل إلى التعدد، وتَفهُّم هذه الطبيعة جيِّداً وتحاول التأقلم معها". تتابع: "كما أنّ الظروف الاجتماعية والاقتصادية، ومشاكل العزوف عن الزواج، قد تقود بعض الفتيات إلى قبول عرض الزواج بمثل هذا الرجل، خاصة أنه قد يتمتع بمزايا اجتماعية أخرى، تدفعه إلى أن يكون مرغوباً فيه كزوج. لكن من المهم أن تدرس الفتاة الصفات الشخصية لمن يتقدم لها، وتُقيّم مدى استعداده للاستقرار أم لا، ثمّ بعد ذلك تقرر القبول به كزوج". إلا أنّ الدكتورة ابتسام ، تؤكد "وجود حالات كثيرة من المشاكل الأسرية والزوجية، التي يكون سببها الرئيسي، ارتباط امرأة برجل له ماضٍ يزخَر بالعلاقات النسائية"، كاشفةً أن "كثيراً من النساء قد يقبلن الارتباط بهذا النوع من الرجال، ولكنهنّ يفشلن في نسيان ماضيه، كما أن بعض هؤلاء الرجال قد يعجزون عن الالتزام والإخلاص لمن اختاروها زوجه، ويعودون إلى ممارساتهم القديمة".
ولحل هذه المشكلة، تطالب الدكتورة ابتسام طَرَفي العلاقة الزوجية "ببذل مجهود للوصول إلى حلول مُرْضية تحافظ على البيت الزوجي من الانهيار"، مؤكدةً أنّ "على المرأة مثلاً، أن ترى ما الذي يدفع الرجل ليُعدّد من علاقاته بعد الارتباط بها، ثمّ تحاول أن توفّر له ما يجده في هذه العلاقات، مثل أن تزيد الاهتمام به وتمنحه المزيد من العاطفة، وأن تحرص على عدم إشعاره بأنه تحت المراقبة". تختم بالإشارة، إلى أن "على الزوج الذي يميل إلى التعدد أن يَكبَح جماح نفسه، ويشعر بمسؤوليته تجاه مشاعر زوجته حتى لا يجرحها".
موضوع مررررررررررررره حلو ومفيد الله يعطيك العافيه ومشكوره