وداعي

وداعي


نبدأ…

وداعيـــــــــــ…
كقطرات الندى.. سقطتـــ
كخطوات القدر.. تعثرتـــ
كملامح الحب.. تبعثرتـــ
كإشراقه شمس.. أشرقتـــ
كحبيبات المطر.. تتابعتـــ
كنجوم السماء.. تلألأتـــ
كليلة مقمرة.. أنرتـــ
كحوريات البحر … كرمال الصحراء … كروعة الأزهار …
لم أعرف بماذا أشبه نفسي أنا و ضياع قلمي..
وأحلام قلبي..
وتشتت مشاعري..
أين نذهب؟؟؟.
أي طريق نسلك؟؟؟.
إلى أين نصل؟؟؟.


سمعت صوت الآذان اللي ريحها و ريح قلبها و مسحت دموعها وهي قايمة من سريرها…
دخلت الحمام و غسلت وجهها بالماي و ضلت تناظر نفسها(وش صار فيك يا أحلام..كل هذا عشانه..كيفه هو حر)
توضت وهي تداري أحزانها و آلامها و طلعت من الحمام وفرشت سجادتها على الأرض و بدت تصلي و تدعي ربها إنه يخفف عليها…
خلصت صلاة و قامت وهي تحس براسها يدور بقوة…
شي طبيعي لأنها من أمس ما أكلت شي…
مشت للمراية و رفعت شعرها الطويل و مسكته بمساكة صغيرة و مشت لباب جناحها…
ترددت تطلع أو لا…
عموما هي ما تبي تلتقي فيه الحين…
بس لازم تطلع عشان تاكل لها شي و تتطمن على ولدها…
فتحت الباب بهدوء و تركته مردود ومشت بالممر بصمت و بهدوء…
كانت تمشي على أطراف أصابعها…
سمعت صوت ضحك يصدر من أحد الغرف و ابتسمت…
هذي حماتها و ولدها…
كملت مشيها بس اللي شل حركتها هو أنها سمعت صوت ضحك…
بس هالمرة الضحكة غير…
هذي ضحكته هو ما غيره..
سعود..
زوجها..
أي هذا زوجها و كان نايم بجناحه الثاني مع زوجته الثانية اللي تزوجها من شهرين لأن اليوم يومها..
حست بغيره و حست بشي يقطع قلبها تقطيع..
يا ما عاشت في بحر حبه و ضحكته و ابتسامته..
وفي الأخير يتزوج..
ليه وش السبب هي ما تدري؟..
نزلت دمعتها ومسحتها بسرعة و هي ماشية للدرج و صوت ضحكته المختلط بضحكاتها للحين يرن بإذنها..
نزلت تحت و ضلت تناظر الأثاث و تناظر كل شي..
كل شي ما عاد يعنيها الحين..
الدنيا سودا بعينها..
مشت للمطبخ وفتحت الأنوار و شافت كل شي كان ساكن بلا حراك إلا من الصوت الخافت اللي يطلع من الثلاجة..
مشت للثلاجة و فتحتها وضلت تناظر محتوياتها المتنوعة بحيرة..
والقرار اللي استقرت عليه أنها رجعت سكرت الثلاجة بدون ما تاخذ منها شي..
ما لها نفس تاكل..
مشت للفرن وشغلته وهي تناظره بتيهان و مو عارفة تركز بأيش…
حطت عليه الماي عشان يسخن…
ومشت قعدت على إحدى الكراسي حول الطاولة بنص المطبخ الواسع..
سرحت وهي تناظر الطاولة الخشبية بصمت و بغيرة…
—***—
سعود بابتسامة وهو يناظرها:أكيد..
أحلام بفرح:من جد..
سعود:أي من جد ليه مو مصدقتني..يعني بكذب عليك مثلا..مو أنت بنت خالتي و زوجتي..وأم عيالي بالمستقبل…
أحلام ابتسمت بفرح وهي ترمي نفسها بحضنه:الله يخليك لي..
—***—
>>> المدام حامل <<<
سعود وهو يناظرها بابتسامة:مبروك حياتي..
أحلام ناظرته بحيا و بفرح:الله يبارك فيك..
سعود وهو يحرك سيارته من عند المستشفى:طيب عاد الحين لازم تهتمين بنفسك و بأكلك و بكل شي..و..دراسة ما في من اليوم و طالع..و..
قاطعته أحلام وهي مقطبه حواجبها:لا سعود إلا الدراسة ما ودي أتركها..
سعود لف لها بابتسامة:وش لك فيها بالله..
أحلام بهدوء:ودي أكمل الجامعة..تكفى سعود..
سعود بحزم و ابتسامة:لا يا أحلام..أنتي حامل و تعبانة و ما راح تكملين دراستك..
أحلام برجاء:تكفى سعود كلها شهرين و أخلص الثانوية وش بتأثر فيه يعني..
سعود:قلت لا يا أحلام..
أحلام بضيق:طيب اوكي بوقف الحين و لما أولد برجع أكمل دراستي..
سعود مسك يدها وعيونه على الطريق:حبيبتي لا..أنا ما ودي أن ولدي أو بنتي يتربون عند أحد غيرك..أنتي اللي راح تهتمين فيهم و أنتي اللي راح تربينهم..
أحلام تضايقت و صدت للنافذة بصمت و سعود ضغط على يدها بقوة و تكلم:لا تزعلين أحلام..أنا من زمان ما كان ودي أنك تدرسين بس ما حبيت أكسر بخاطرك..عاد الحين دورك أنتي لا تكسرين كلمتي..
أحلام لفت له بابتسامة رضا و ضيق:خلاص حبيبي اللي تشوفه..
—***—

سعود بابتسامة فرح:ها يما عاد لا أوصيك على أحلام ما أبيها تشيل الإبرة من الأرض..
أم سعود تكلمت بابتسامة وهي تناظرهم:يوه يا سعود لا توصيني عليها والله ما تتحرك من مكانها..
أحلام بابتسامة:مو لهالدرجة خالتي..
أم سعود:بلا لهالدرجة أنا ما صدقت أني أسمع هالخبر الحلو هذا..الله يا حلاة بيتنا بيصير فيه أطفال أخيرا..نجلا الحين بالشهر الثاني..
الله يفرحني فيكم أن شاء الله..
أحلام ضلت تناظرها بابتسامة و أم سعود تنهدت وهي تناظر سعود:والله لو كان أبوك موجود يا سعود كان شفت كيف فرح لك بس الله مو كاتب له يشوف هاليوم..
سعود بابتسامة:الله يرحمه يما..
أم سعود:ويرحم الجميع..عاد لو جاكم ولد بتسمونة خالد على أسم أبوك يا سعود..
سعود:أكيد..
لف لأحلام بابتسامة:ولا أنتي شرايك؟
أحلام وهي تنقل نظرها بينه و بينه خالتها:اللي تشوفونه..
—***—
(آهــ يا سعود..آهــ منك و من عذابك..ليه تسوي فيني كذا..ليه عيشتني بحلم و وهم..ليه تزوجتني..ليه منعتني أكمل دراستي..ليه خنتني..ليه حطمتني..ليه خليت مستقبلي يوقف عند بابك و في النهاية تطعني..ليهـــ؟)
صحت من أفكارها وهي تسمع صوت يناديها:يما أحلام..
أحلام لفت بسرعة و ناظرت بخالتها اللي كانت واقفة عند الباب و مسحت دموعها بسرعة و وقفت بابتسامة مصطنعه:هلا خالتي..صباح الخير..
أم سعود اللي ما خفت عليها دموع أحلام تكلمت وهي مقطبه حواجبها:وش فيك قاعدة كذا..
كملت وهي تقرب منها وتأشر على الفرن:شوفي شكله الماي تبخر كله و أنتي مو منتبهة وش فيك؟
أحلام لفت ورا و انحرجت من خالتها و بسرعة مشت للفرن و طفته وهي تناظر البخار اللي يشبه بخار أفكارها…
أم سعود وقفت وراها و مسكت يدها:وش فيك يا يما..
أحلام لفت لخالتها و ناظرتها:ما فيني شي خالتي..صدقيني ما فيني شي..
أم سعود وهي تناظر عيونها:تكذبين علي و أنا اللي ربيتك يا أحلام..تكذبين علي و أنا اللي عارفة أنتي تفكرين بشنو؟
أحلام نزلت عيونها تحت بصمت:……………………………………… …………………….
أم سعود تكلمت وهي تحط يدها على كتف أحلام:أنا عارفة وش مخليك كذا يا بنتي..بس أبيك تصيرين أقوى من كذا يا أحلام..ما تعودنا عليك كذا..عيشي حياتك؟
أحلام مسحت جبينها بتوتر:خالتي ما فيني شي..صدقيني ما فيني شي..ما كنت أفكر باللي ببالك يا خالتي بس..
بس أنا تعبانة شوي و ما انتبهت..
رفعت نظرها و ناظرت خالتها:عن أذنك خالتي..
مشت أحلام بسرعة و طلعت من المطبخ تاركه خالتها واقفة مكانها و تناظرها بحسره…
بحسره على أحلام..
البنت اللي ربتها وهي اللي اختارتها لولدها سعود..
بحسره على سعود..
ولدها اللي ما جا على بالها بيوم أنها بتشوفه هو سبب عذاب لقلب…قلب بنت حبيته و عاشت هواه..
وبحسره على اختيارها للاثنين كزوجين…
تحس بتأنيب الضمير..
بس ما بيدها شي الحين…
ما بيدها شي…
مشت هي الثانية و قعدت بالصالة لحالها وهي تذكر ربها و تستغفرهــ…
بالنسبة لأحلام صعدت فوق و سكرت آذانها بقوة لما مرت من عند جناحهــ…
ما تبي تسمع صوته يضحك معها…
مرت بسرعة و وقفت قدام باب غرفة من الغرف…
ضربت الباب بهدوء و فتحته وهي راسمه على وجهها ابتسامه باهته…
أحلام وهي تناظرهم بهدوء:صباح الخير…
خالد ابتسم لما شافها و نط عليها وهي نزلت له و ضمته:هلا والله حبيبي..
خالد بعد عنها:أمس بالليل جيتك ماما بس ما فتحتي لي الباب..
أحلام تنهدت:أوهـ حبيبي آسفة والله كنت نايمة ما انتبهت إنك جيت..
ايمان بابتسامة:عادي نام معي..
أحلام رفعت راسها و ناظرتها:مشكورة..والله لو أنتي مو موجودة كان مدري وش صار فيه؟
ايمان:عادي لا تقولين كذا مو أنا عمته..بعدين أنا متونسه معه خلينا..
أحلام وقفت و مشت لها بابتسامة و وقعدت يمها على السرير:حبيبتي ما بقى شي على الاختبارات شوفي دروسك و خليه عنك..
ايمان كشرت:أوفـــ سكتي لا تذكريني أنا لحالي أبي أنسى؟
أحلام:وليه تنسين يا ايمان..والله لو ما انتبهتي لنفسك من الحين راح تندمين صدقيني..
ايمان تنهدت:يصير خير..

أحلام بعد صمت:نجلاء اليوم بتجي؟
ايمان هزت كتوفها:مدري والله ما كلمتنا أمس..
أحلام هزت راسها و ناظرت الساعة:طيب بخليك الحين..
خالد تكلم:وأنا بعد بجي معك ماما عشان ننام..
ايمان ناظرته:افا خلود و أنا ما تبي تنام معي؟
خالد ابتسم لها:بكرة برجع ألعب معك بس الحين أبي أنام..
ايمان:اوكي انتظرك..
ايمان وقفت و هي ماسكة بيد ولدها خالد:يللا نخليك..نامي شوي أكيد طول الليل سهرانة مع خالد..
طلعت ايمان من الغرفة و معها ولدها خالد و سكرت الباب بهدوء…
مشت معه لجناحها و انصدمت لما دخلت داخل…
سعود كان واقف قدام المراية و فاتح أدراج الكمدينة وشكله كان يدور على غرض…
أحلام وقفت عند باب غرفة النوم وهي تناظره بصمت و ألم وقلبها بدا يحترق مرة ثانية…
خالد ابتسم بفرح و ترك يد أمه و مشى لأبوه و مسك سرواله بابتسامة فرح:بابا..
سعود لف له بس عينه طاحت على أحلام قبل لا تطيح على ولده…
ضل يناظرها شوي وبعدها نزل عيونه لولده بابتسامة:أهلين فيك بابا..
خالد بفرح:بابا الحين بتلعب معي صح..
سعود بلع ريقه و قعد على ركبه و هو يناظر ولده:حبيبي بكرة بلعب معك مو اليوم..
خالد كشر:ليه مو اليوم؟
سعود تنهد وهو يناظره و باسه و رجع وقف على رجولة و أحلام تكلمت وهي تناظره:وش عندك جاي هنا؟
سعود مشى لها و وقف قبالها و تكلم وهو يناظرها:ما لي حق؟
أحلام ابتسمت بسخرية:قصدي..اليوم مو يوم هالمكان ليه جاي؟
سعود رفع حاجبه وهو يناظرها و تكلم بهدوء:و لو كنت بجي هنا اليوم كنتي بتمنعيني مثلا..
أحلام ما تكلمت و ضلت صاده عنه:………………………………………. ………………
سعود تنهد و تكلم:عموما أنا كنت جاي آخذ غرض و ما شفته..
أحلام بهدوء:يا ليت تنقل كل أغراضك المهمة عندك..
سعود وسع عيونه و هو يناظرها و أحلام بعدت عنه بصمت و سعود عطاها نظره و مشى للباب و طلع من الجناح…
قعدت أحلام على أقرب كنب صادفها و مسكت راسها بيدينها بصمت وهي تحاول ما تنزل دموعها..
عشان ولدها يناظرها..
خالد مشى لأمه و وقف قبالها و مسك يدينها:ماما..
أحلام ناظرته و خالد تكلم:ماما لا تزعلين..بابا قال بكرة بيجي..
أحلام ما قدرت تكتم دموعها هالمرة و مسكت ولدها و قعدته بحضنها و ضمته لصدرها ودموعها نزلت على خدها بألم…
(يا قلبي عليك يا خالد…يا حبيبي أنت…منت فاهم شي…بس وجودك معي مخفف عني أشياء كثيرة…كثيرة يا خالد…يكفي أنك تواسيني بوجودك معي…يكفيـــ!)
(الظهر)
كانت أم سعود قاعدة بالصالة و معها بنتها ايمان يسولفون…
انفتح الباب و دخلوا منه طفلين ايمان بس شافتهم و قامت لهم بابتسامة فرح و أم سعود لما شافتهم انشرح قلبها بفرح…
دخلت بعدهم نجلاء وهي تنزل الشيله من راسها بابتسامة و أول شي سوته مشت لأمها و سلمت عليها و قعدت يمها…
نجلاء:والله فكرتكم تقديتوا؟
أم سعود:كنت بجهزه بس أخوك للحين ما نزل و قلت نصبر لما تجين بعد…
نجلاء هزت راسها بالإيجاب و أم سعود تكلمت:إلا زوجك وينه؟

1

سمعت صوت الآذان اللي ريحها و ريح قلبها و مسحت دموعها وهي قايمة من سريرها…
دخلت الحمام و غسلت وجهها بالماي و ضلت تناظر نفسها(وش صار فيك يا أحلام..كل هذا عشانه..كيفه هو حر)
توضت وهي تداري أحزانها و آلامها و طلعت من الحمام وفرشت سجادتها على الأرض و بدت تصلي و تدعي ربها إنه يخفف عليها…
خلصت صلاة و قامت وهي تحس براسها يدور بقوة…
شي طبيعي لأنها من أمس ما أكلت شي…
مشت للمراية و رفعت شعرها الطويل و مسكته بمساكة صغيرة و مشت لباب جناحها…
ترددت تطلع أو لا…
عموما هي ما تبي تلتقي فيه الحين…
بس لازم تطلع عشان تاكل لها شي و تتطمن على ولدها…
فتحت الباب بهدوء و تركته مردود ومشت بالممر بصمت و بهدوء…
كانت تمشي على أطراف أصابعها…
سمعت صوت ضحك يصدر من أحد الغرف و ابتسمت…
هذي حماتها و ولدها…
كملت مشيها بس اللي شل حركتها هو أنها سمعت صوت ضحك…
بس هالمرة الضحكة غير…
هذي ضحكته هو ما غيره..
سعود..
زوجها..
أي هذا زوجها و كان نايم بجناحه الثاني مع زوجته الثانية اللي تزوجها من شهرين لأن اليوم يومها..
حست بغيره و حست بشي يقطع قلبها تقطيع..
يا ما عاشت في بحر حبه و ضحكته و ابتسامته..
وفي الأخير يتزوج..
ليه وش السبب هي ما تدري؟..
نزلت دمعتها ومسحتها بسرعة و هي ماشية للدرج و صوت ضحكته المختلط بضحكاتها للحين يرن بإذنها..
نزلت تحت و ضلت تناظر الأثاث و تناظر كل شي..
كل شي ما عاد يعنيها الحين..
الدنيا سودا بعينها..
مشت للمطبخ وفتحت الأنوار و شافت كل شي كان ساكن بلا حراك إلا من الصوت الخافت اللي يطلع من الثلاجة..
مشت للثلاجة و فتحتها وضلت تناظر محتوياتها المتنوعة بحيرة..
والقرار اللي استقرت عليه أنها رجعت سكرت الثلاجة بدون ما تاخذ منها شي..
ما لها نفس تاكل..
مشت للفرن وشغلته وهي تناظره بتيهان و مو عارفة تركز بأيش…
حطت عليه الماي عشان يسخن…
ومشت قعدت على إحدى الكراسي حول الطاولة بنص المطبخ الواسع..
سرحت وهي تناظر الطاولة الخشبية بصمت و بغيرة…
—***—
سعود بابتسامة وهو يناظرها:أكيد..
أحلام بفرح:من جد..
سعود:أي من جد ليه مو مصدقتني..يعني بكذب عليك مثلا..مو أنت بنت خالتي و زوجتي..وأم عيالي بالمستقبل…
أحلام ابتسمت بفرح وهي ترمي نفسها بحضنه:الله يخليك لي..
—***—
>>> المدام حامل <<<
سعود وهو يناظرها بابتسامة:مبروك حياتي..
أحلام ناظرته بحيا و بفرح:الله يبارك فيك..
سعود وهو يحرك سيارته من عند المستشفى:طيب عاد الحين لازم تهتمين بنفسك و بأكلك و بكل شي..و..دراسة ما في من اليوم و طالع..و..
قاطعته أحلام وهي مقطبه حواجبها:لا سعود إلا الدراسة ما ودي أتركها..
سعود لف لها بابتسامة:وش لك فيها بالله..
أحلام بهدوء:ودي أكمل الجامعة..تكفى سعود..
سعود بحزم و ابتسامة:لا يا أحلام..أنتي حامل و تعبانة و ما راح تكملين دراستك..
أحلام برجاء:تكفى سعود كلها شهرين و أخلص الثانوية وش بتأثر فيه يعني..
سعود:قلت لا يا أحلام..
أحلام بضيق:طيب اوكي بوقف الحين و لما أولد برجع أكمل دراستي..
سعود مسك يدها وعيونه على الطريق:حبيبتي لا..أنا ما ودي أن ولدي أو بنتي يتربون عند أحد غيرك..أنتي اللي راح تهتمين فيهم و أنتي اللي راح تربينهم..
أحلام تضايقت و صدت للنافذة بصمت و سعود ضغط على يدها بقوة و تكلم:لا تزعلين أحلام..أنا من زمان ما كان ودي أنك تدرسين بس ما حبيت أكسر بخاطرك..عاد الحين دورك أنتي لا تكسرين كلمتي..
أحلام لفت له بابتسامة رضا و ضيق:خلاص حبيبي اللي تشوفه..
—***—
سعود بابتسامة فرح:ها يما عاد لا أوصيك على أحلام ما أبيها تشيل الإبرة من الأرض..
أم سعود تكلمت بابتسامة وهي تناظرهم:يوه يا سعود لا توصيني عليها والله ما تتحرك من مكانها..
أحلام بابتسامة:مو لهالدرجة خالتي..
أم سعود:بلا لهالدرجة أنا ما صدقت أني أسمع هالخبر الحلو هذا..الله يا حلاة بيتنا بيصير فيه أطفال أخيرا..نجلا الحين بالشهر الثاني..
الله يفرحني فيكم أن شاء الله..
أحلام ضلت تناظرها بابتسامة و أم سعود تنهدت وهي تناظر سعود:والله لو كان أبوك موجود يا سعود كان شفت كيف فرح لك بس الله مو كاتب له يشوف هاليوم..
سعود بابتسامة:الله يرحمه يما..
أم سعود:ويرحم الجميع..عاد لو جاكم ولد بتسمونة خالد على أسم أبوك يا سعود..
سعود:أكيد..
لف لأحلام بابتسامة:ولا أنتي شرايك؟
أحلام وهي تنقل نظرها بينه و بينه خالتها:اللي تشوفونه..
—***—
(آهــ يا سعود..آهــ منك و من عذابك..ليه تسوي فيني كذا..ليه عيشتني بحلم و وهم..ليه تزوجتني..ليه منعتني أكمل دراستي..ليه خنتني..ليه حطمتني..ليه خليت مستقبلي يوقف عند بابك و في النهاية تطعني..ليهـــ؟)
صحت من أفكارها وهي تسمع صوت يناديها:يما أحلام..
أحلام لفت بسرعة و ناظرت بخالتها اللي كانت واقفة عند الباب و مسحت دموعها بسرعة و وقفت بابتسامة مصطنعه:هلا خالتي..صباح الخير..
أم سعود اللي ما خفت عليها دموع أحلام تكلمت وهي مقطبه حواجبها:وش فيك قاعدة كذا..
كملت وهي تقرب منها وتأشر على الفرن:شوفي شكله الماي تبخر كله و أنتي مو منتبهة وش فيك؟
أحلام لفت ورا و انحرجت من خالتها و بسرعة مشت للفرن و طفته وهي تناظر البخار اللي يشبه بخار أفكارها…
أم سعود وقفت وراها و مسكت يدها:وش فيك يا يما..
أحلام لفت لخالتها و ناظرتها:ما فيني شي خالتي..صدقيني ما فيني شي..
أم سعود وهي تناظر عيونها:تكذبين علي و أنا اللي ربيتك يا أحلام..تكذبين علي و أنا اللي عارفة أنتي تفكرين بشنو؟
أحلام نزلت عيونها تحت بصمت:……………………………………… …………………….


أم سعود تكلمت وهي تحط يدها على كتف أحلام:أنا عارفة وش مخليك كذا يا بنتي..بس أبيك تصيرين أقوى من كذا يا أحلام..ما تعودنا عليك كذا..عيشي حياتك؟
أحلام مسحت جبينها بتوتر:خالتي ما فيني شي..صدقيني ما فيني شي..ما كنت أفكر باللي ببالك يا خالتي بس..
بس أنا تعبانة شوي و ما انتبهت..
رفعت نظرها و ناظرت خالتها:عن أذنك خالتي..
مشت أحلام بسرعة و طلعت من المطبخ تاركه خالتها واقفة مكانها و تناظرها بحسره…
بحسره على أحلام..
البنت اللي ربتها وهي اللي اختارتها لولدها سعود..
بحسره على سعود..
ولدها اللي ما جا على بالها بيوم أنها بتشوفه هو سبب عذاب لقلب…قلب بنت حبيته و عاشت هواه..
وبحسره على اختيارها للاثنين كزوجين…
تحس بتأنيب الضمير..
بس ما بيدها شي الحين…
ما بيدها شي…
مشت هي الثانية و قعدت بالصالة لحالها وهي تذكر ربها و تستغفرهــ…
بالنسبة لأحلام صعدت فوق و سكرت آذانها بقوة لما مرت من عند جناحهــ…
ما تبي تسمع صوته يضحك معها…
مرت بسرعة و وقفت قدام باب غرفة من الغرف…
ضربت الباب بهدوء و فتحته وهي راسمه على وجهها ابتسامه باهته…
أحلام وهي تناظرهم بهدوء:صباح الخير…
خالد ابتسم لما شافها و نط عليها وهي نزلت له و ضمته:هلا والله حبيبي..
خالد بعد عنها:أمس بالليل جيتك ماما بس ما فتحتي لي الباب..
أحلام تنهدت:أوهـ حبيبي آسفة والله كنت نايمة ما انتبهت إنك جيت..
ايمان بابتسامة:عادي نام معي..
أحلام رفعت راسها و ناظرتها:مشكورة..والله لو أنتي مو موجودة كان مدري وش صار فيه؟
ايمان:عادي لا تقولين كذا مو أنا عمته..بعدين أنا متونسه معه خلينا..
أحلام وقفت و مشت لها بابتسامة و وقعدت يمها على السرير:حبيبتي ما بقى شي على الاختبارات شوفي دروسك و خليه عنك..
ايمان كشرت:أوفـــ سكتي لا تذكريني أنا لحالي أبي أنسى؟
أحلام:وليه تنسين يا ايمان..والله لو ما انتبهتي لنفسك من الحين راح تندمين صدقيني..
ايمان تنهدت:يصير خير..
أحلام بعد صمت:نجلاء اليوم بتجي؟
ايمان هزت كتوفها:مدري والله ما كلمتنا أمس..
أحلام هزت راسها و ناظرت الساعة:طيب بخليك الحين..
خالد تكلم:وأنا بعد بجي معك ماما عشان ننام..
ايمان ناظرته:افا خلود و أنا ما تبي تنام معي؟
خالد ابتسم لها:بكرة برجع ألعب معك بس الحين أبي أنام..
ايمان:اوكي انتظرك..
ايمان وقفت و هي ماسكة بيد ولدها خالد:يللا نخليك..نامي شوي أكيد طول الليل سهرانة مع خالد..
طلعت ايمان من الغرفة و معها ولدها خالد و سكرت الباب بهدوء…
مشت معه لجناحها و انصدمت لما دخلت داخل…
سعود كان واقف قدام المراية و فاتح أدراج الكمدينة وشكله كان يدور على غرض…
أحلام وقفت عند باب غرفة النوم وهي تناظره بصمت و ألم وقلبها بدا يحترق مرة ثانية…
خالد ابتسم بفرح و ترك يد أمه و مشى لأبوه و مسك سرواله بابتسامة فرح:بابا..
سعود لف له بس عينه طاحت على أحلام قبل لا تطيح على ولده…
ضل يناظرها شوي وبعدها نزل عيونه لولده بابتسامة:أهلين فيك بابا..
خالد بفرح:بابا الحين بتلعب معي صح..
سعود بلع ريقه و قعد على ركبه و هو يناظر ولده:حبيبي بكرة بلعب معك مو اليوم..
خالد كشر:ليه مو اليوم؟
سعود تنهد وهو يناظره و باسه و رجع وقف على رجولة و أحلام تكلمت وهي تناظره:وش عندك جاي هنا؟
سعود مشى لها و وقف قبالها و تكلم وهو يناظرها:ما لي حق؟
أحلام ابتسمت بسخرية:قصدي..اليوم مو يوم هالمكان ليه جاي؟
سعود رفع حاجبه وهو يناظرها و تكلم بهدوء:و لو كنت بجي هنا اليوم كنتي بتمنعيني مثلا..
أحلام ما تكلمت و ضلت صاده عنه:………………………………………. ………………

سعود تنهد و تكلم:عموما أنا كنت جاي آخذ غرض و ما شفته..
أحلام بهدوء:يا ليت تنقل كل أغراضك المهمة عندك..
سعود وسع عيونه و هو يناظرها و أحلام بعدت عنه بصمت و سعود عطاها نظره و مشى للباب و طلع من الجناح…
قعدت أحلام على أقرب كنب صادفها و مسكت راسها بيدينها بصمت وهي تحاول ما تنزل دموعها..
عشان ولدها يناظرها..
خالد مشى لأمه و وقف قبالها و مسك يدينها:ماما..
أحلام ناظرته و خالد تكلم:ماما لا تزعلين..بابا قال بكرة بيجي..
أحلام ما قدرت تكتم دموعها هالمرة و مسكت ولدها و قعدته بحضنها و ضمته لصدرها ودموعها نزلت على خدها بألم…
(يا قلبي عليك يا خالد…يا حبيبي أنت…منت فاهم شي…بس وجودك معي مخفف عني أشياء كثيرة…كثيرة يا خالد…يكفي أنك تواسيني بوجودك معي…يكفيـــ!)
(الظهر)
كانت أم سعود قاعدة بالصالة و معها بنتها ايمان يسولفون…
انفتح الباب و دخلوا منه طفلين ايمان بس شافتهم و قامت لهم بابتسامة فرح و أم سعود لما شافتهم انشرح قلبها بفرح…
دخلت بعدهم نجلاء وهي تنزل الشيله من راسها بابتسامة و أول شي سوته مشت لأمها و سلمت عليها و قعدت يمها…
نجلاء:والله فكرتكم تقديتوا؟
أم سعود:كنت بجهزه بس أخوك للحين ما نزل و قلت نصبر لما تجين بعد…
نجلاء هزت راسها بالإيجاب و أم سعود تكلمت:إلا زوجك وينه؟
نجلاء:مشى يقول بيرجع بالليل..
هزت أم سعود راسها و لفت لايمان اللي كانت قاعدة بالأرض مع العيال و تكلمت وهي تناظرهم بابتسامة: حمود..رهف.. وش فيكم ما تبون تسلمون علي..
مشى لها رهف الصغيرة والبالغة من العمر سنه وسلمت عليها بدلع و بهدوء و قعدت يمها بصمت…
ومحمد بعد واللي عمره خمس سنوات جا و سلم عليها و قعد يمها يسولف معها و يعلمها بآخر الأخبار اللي صارت معهم و ايمان كانت مشاركتهم القعدة…
تركتهم نجلاء وصعدت الدرج بهدوء و توجهت لجناح أحلام على طول…
ضربت الباب بهدوء و ضلت واقفة و محد رد عليها..رجعت ضربت الباب مرة و مرتين…
انفتح الباب و ظهرت لها أحلام من ورا الباب…
أحلام ابتسمت و سلمت عليها و نجلاء تكلمت بابتسامة:نايمة..
أحلام تنهدت:ما كنت نايمة والله بس توي مروشة خالد و كنت ألبسه..
بعدت أحلام عن الباب و دخلت معها نجلاء لداخل و خالد بس شاف عمته نجلاء قام سلم عليها بفرح…
عمته جاية يعني محمد موجود بعد…
محمد اعز أصدقاءه…
تركهم و طلع من الجناح متوجه لتحت…
نجلاء تكلمت وهي تناظر أحلام:ما ودك ننزل تحت..
أحلام:قصدك للقدا؟
نجلاء هزت راسها بالإيجاب و أحلام ضلت شوي ساكتة و بعدها تكلمت بهدوء:بلا..
نجلاء ابتسمت بفرح:حلو..
أحلام تغير الموضوع:متى جيتي؟
نجلاء:توي الحين جيت ما صار لي ربع ساعة..
أحلام ناظرت ساعتها اللي على يدها:طيب..وش رايك نقوم ننزل تحت عشان نساعد خالتي بتجهيز القدا..
نجلاء لاحظت عليها أنها تبي تتهرب منها و كنها ما تبيها تسأل عن شي…
ما حبت تضغط عليها و قامت و نزلت معها لتحت و دخلوا المطبخ يجهزون القدا مع أم سعود…
بنفس هالوقت سمعوا صوت جاي من عند الباب:السلام..
لفت لها أم سعود و ردت عليها السلام…
أما نجلاء راحت لها و سلمت عليها و ضلت تسأل عن أخبارها…
وأحلام…
ضلت واقفة و تكمل تقطيع السلطة و عاطيتها ظهرها…
غمضت عيونها بقوة و هي تسمع صوتها و ضحكاتها المنطلقة من الحين و الآخر…
هذي ناهد زوجة سعود…

انقهرت على نجلاء ليه تروح و تسولف معها كذا وتسألها عن أخبار سعود معها و قدامها…
بس ما تقدر تقول شي…
أولا هذي زوجة أخوها…
ثانيا هم بنات عم…
بدت ناهد تشتغل معهم و شوي و بدوا ناهد و نجلاء يطلعون القدا لبرا…
تحديدا في غرفة الطعام الخاصة للأكل…
شوي و كلهم كانوا قاعدين حول الطاولة ما عدا أحلام…
كانت للحين بالمطبخ…
سمعت صوت نجلاء:أحلام..
أحلام لفت لها بسرعة:هلا..
نجلاء ابتسمت لها:يللا القدا جهز..ننتظرك..
أحلام:ما عليش نجلاء مو جوعانة لا تنتظروني..
نجلاء مشت لها و مسكت يدها:تكذبين علي يا أحلام..يللا أمشي معي؟
أحلام:تكفين نجلاء ما لي نفس آكل..
نجلاء لفت لها و غمزت لها:ها حامل..
أحلام كشرت:يا سخافتك نجول والله ما أبي آكل مو مشتهيه..
نجلاء:طيب عشاني..لا تكسرين بخاطري؟
أحلام ضلت واقفة تناظرها بصمت و نجلاء تكلمت:يللا عاد أحلام أنا ما أجي إلا يوم بالأسبوع ودي أجتمع معكم كلكم.. يللا تعالي معي؟
أحلام ما لقت أي مفر من نجلا و مشت معها ودخلوا لغرفة الطعام…
نجلاء قعدت و بدت تاكل و شاركتهم السوالف و أحلام قعدت يم نجلاء بصمت…
وهي تسمع صوت سعود…صوت ناهد…
يتكلمون و يضحكون…
ما تبي ترفع عيونها وتشوفهم…
واللي قهرها أكثر أن سعود ما وجه ولا كلمة لها…ما كنها موجودة..
أو يمكن هو ما انتبه لوجودها…
اللي يمه تكفيهــ؟؟…
تكلمت أم سعود:يما أحلام ليه ما تاكلين…
أحلام رفعت راسها و ناظرت خالتها بحرج و سعود ناظرها…
أحلام ناظرت سعود و تكلمت:أي خالتي الحين باكل..
أخذت المعلقة و غرستها بالصحن اللي قدامها و أكلت منه شوي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.