دورك أختي في تربية طفلك

حين قال : (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أويمجسانه)
إن فعل الوالدين في تربية أولادهما لا يقتصر على فترة زمنية محددة، ولا على جانب واحد من جوانب الشخصية الإنسانية، وإنما ينصرف إلى البناء الإنساني كله، إلا أن هذه التربية تكون في المرحلة المبكرة أشد قوة وأبقى أثراً في شخصية الطفل، ولا شك أن الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع أو الخلية الأولى التي تتولى تنشئة وإعداد الأطفال، لذا كانت أخطر مؤسسات التربية على الإطلاق هي الأسرة ، فيتربى الطفل فيها وينشأ ليكون عضواً إيجابيا داخل مجتمعه، ويظهر تأثير الأسرة عليه بشكل ملموس، ويظل هذا التأثير ملازماً له في مراحل عمره اللاحقة، فيشمل حق الطفل في التربية على توجيه وإرشاد الوالدين، وحنوهما عليه ورحمتهما به وحبهما له، لينشأ الطفل في جو نفسي متوازن ويتمتع بنمو عقلي سليم، وتقع مسئولية حق الرعاية والتربية على الوالدين في جانبها المعنوي التربوي . فعليهما أن يستوعبا المعنى القرآني الكريم لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً) سورة التحريم الآية 6 . فليعلموا أن مسئولية أولادهم وأهلهم مسئولية ليست هينة، وإنها واقعة على كواهلهم، الأمر الذي يستدعي منهم العمل الجاد على تربية أولادهم تربية تقيهم عذاب الله تعالى وعقابه، وتوصلهم إلى طاعته ومرضاته، وليس هناك سبيل ليصلوا إلى هذه الغاية إلا التربية الإسلامية الحقة.
منقوول