اسمـــي نكتـــــه

اسمـــي نكتـــــه

السلام عليكم و رحمة الله ,, اقدم لكم الرواية الثانية بعد اوامر القدر بعنوان اسمي نكته للماتبة دميؤؤشه (فجر عسل )
لست ساكن للقصور و لا لابسـة للحرير و لا امتلك اغلى العطور ,, انا نكته اسمي هو نكته و حياتي كذلك نكته منذ كنت في رحم
والدتي ,, لكن لست ذلك النوع من النكات الذي يجعلك تضحك بل النوع الذي يجعلك تتضايق يجعلك تحزن يجعلك تكره
سماع النكات .
لا ادري لم اسمتني والدتي بـ هذا الاسم لكن الكل يدري والدي , اخوتي الكل يعلم ,, لقد جئت في وقت غير مناسب
نعم انا ذلك النوع الغير مرغوب بـ وجوده
ولدت و امي في الخامسة و الاربعون من العمر , و على عكس كل التوقعات , طبعا من المتوقع و امي في هذا العمر ان اولد
شبيهة بـ , لكن ولدت طفلة كـ القمر لا ادري اعتقدت ان ذلك شيء جيد لكن لم اعرف مدى سوء الامر الا الان
ما حدث ان عائلتي كانت من اغنى العائلات , كان من المفترض ان اكون اخر العنقود من المفترض ان احظى بـ الدلال و الحب
و الرفاهية لكن منذ ولادتي و احوال عائلتي المادية تتدهور كثيرآ حتى اصبحنا فقراء في عامي الثالث
لدي اخوان و كلاهما يكرهانني و يسميانني بـ جالبة النحس كانني كنت السبب في افلاسهم , نعم يكرهانني و يعاملانني بـكل
قسوة اظن ان ذلك مثال للوأد قديمآ
نشأت نشاة الفقراء لم احظ و لو بقليل من الذي عاشوه ,, من الذي يحق له ان يمقت الحال انا ام هم ؟
والدي لم يستطع تحمل الافلاس و الحال الذي اودى اليه فـ انتحر و انا في الخامسة من العمر ! يـا لايمانه !!!
تخلى عنا جميع اقاربنا و لم نلجأ لاحدهم الا رفضنا كـاننا عبء ثقيل , ضيف غير مرغوب فيه
بعد ثلاث سنوات من حادثة انتحار والدي قررت والدتي انها لا تستطيع احتمال الفقر هي الاخرى لا تستطيع ان تربي ثلاث ابناء بـ
مفردها فتزوجت
اعتدلت حياتنا اخيرآ و تم تسجيلي في المدرسة ,, كنت ارغب في التعلم بـ شغف كنت اريد ان اصبح شخصية عظيمة كـ العلماء
ذات يوم و عند رجوعي من المدرسة لم اجد والدتي كالعادة , و كذلك لم يعد اخواي من المدرسة شعرت بـ القليل من القلق لكن
طمأنت نفسي بـ انهم سيكونون بخير او هكذا املت
عاد والدي (زوج والدتي) الى المنزل في وقت مبكر , كانت تلك اشارة لا تنبئ بالخير , حدثني بصوت مخنوق باكي
قال كلاما كثير لم اعي منه الا ان والدتي و اخوتي اي كل من تبقى لي في هذه الدنيا قد فارقوها اثر حادث مروري
لم يتبقى لي غير زوج والدتي , فقدت كل شيء المنزل , العائله , الدفء و الامان
اصبحت وحيدة و الوحدة صديقتي و اهلي و داري و كل شيء
اصبح زوج والدتي كل شيء بالنسبة لي , كان الاب و الام و كل شيء , لم يقصر في تربيتي لكنني كنت دائما ما اخاف ان يتركني كما
اهلي
لكن املت الافضل , ظننت ان الحياة تبسمت لي من جديد و وهبتني هذا الاب الرائع
……..
مرت الايام بـ جيدهــا و سؤهــا لكن كنت احارب بكل جهدي
طلب مني والدي ان ادرس ادارة الاعمال لكي ادير اعماله بعد تخرجي , فـ هو يراني كـابنته التي لم يحظ بها من هذه الدنيا
و بالرغم من ان رغبتي هي الهندسة الا انني لم امانع كيف ارفض طلبه و هو منقذي
اكملت المرحلة الثانوية بـ تفوق مبهر ,, دخلت افضل جامعه في البلاد و بدأت بـ دراسة ادارة الاعمال , لم تكن بـ السؤ الذي
تخيلته فـ انا لا احب المواد الادبية
هند هي مدبرة المنزل لدنيا ,, كثيرآ ما لاحظت انها تتقرب من والدي و تعامله معاملة مريبة لم تخب توقعاتي يوم قرر والدي
الزواج منها
لم امانع فهي امراة طيبة و انا فـ الاصل لا استطيع ان امانع زواجهما
تم الزواج و ياليته لم يتم , كشرت لي الحياة عن انيابها من جديد , في البداية كانت هند تعاملني بصورة طيبه و بعدها اصبح
اسلوبها في التعامل معي فيه شيء من الخشونه
توجست حول الامر لكن لم اكن اركز الا في دراستي التى اوليتها كل اهتماماتي
هند و بكيدها لا اعرف كيف استطاعت ان تقنع والدي بـ ان يسجل كل املاكه لها و لم اعلم بـ ذلك الا بعد فوات الاوان
اكملت السنة الثالثه من دراستي و تبقت لي سنة دراسية واحدة , كانت الحياة تسير بسلاسة تقريبا حتى هبت العاصفه
مرض والدي مرضا شديدآ ألزمه الفراش لكن لم يدم كثير اذ توفي والدي بعد مرضه بـ حوالي شهرين
بكيت كثيرآ لكن هل بكاء العين يكفي لقد عدت وحيدة نعم من جديد , يا لي من نكتــه !
…..
في الجامعه التقيت بـ زميل لي اسمه نائل احببته و احبني بنفس الشغف او هذا ما كنت اظنه , تقرب مني في تلك الظروف
التى كنت فيها بحاجة احدهم الى جانبي
لكن كل ما فعله خدعني سلبني ما تبقى , و الان احمل ثمرة هذه الخطيئه ,, هذا ما يحدث للفتاة عندما لا يكون لها عائلة
تهتم بها ترعاها و تحذرها من المتاعب
الان انا تائهـــــــة !!
بعد وفاة والدي و الاحوال لا تسير جيدآ , هند تعاملني معاملة سيئه تضيق على الخناق تريد طردي , الان و قد علمت بانني
حبلى اتضح ذلك من بطني البارز و الارهاق و علامات الحمل الظاهرة خاصة و انني في الشهر السابع
تركت الجامعه و اعمل في البيت بعد ان صرفت هند الخادمة التي كانت تعمل لكن ذات ليلة و بدون اي مقدمات
طردتني هند من منزلها علمت وقتها بتسجيل الاملاك لها ,, يا لقهري!
خرجت من منزلها دون هدي اسير في الشوارع بوهن شديد حتى جلست امام سوبر ماركت ليس بـكبير
غلبني الجوع و التعب و النعاس فنمت مكاني


استيقظت على صوت رجل بدت لي هيئته كهيئة والدي لكنه ليس الا رجل غريب ايقظني و اتضح لي انه صاحب السوبر ماركت
ادخلني و اطعمني
لم اتفوه بكلمة و هو لم يكف عن توجيه الاسئلة علي من انا ؟ م اين ؟ ما قصتي لكن انا حالتي لا تسمح لي حتى بـالحياة
فكيف بـ الكلام
من جديد اغلقت الابواب في وجهي لكن انا الان لست وحدي بل لدي طفلي مجهول المصير , طفلي الذي كان ثمرة خطيئه
الا انه لا ذنب له ليتعذب , انا احبه كثيرآ لا اريده ان يتعذب و لا ادرى ما افعل
اخذني صاحب السوبر ماركت الى بيته , كانت هنالك امراة اعتقدت انها زوجته لكن فيما بعد اتضح لي انها اخته الكبرى
نمت ذلك اليوم بـ هــم اذا وضع على سلسة جبال لـ إنهدت !!
طوال ايام و انا لا اتفوه بـ الكثير ,, صاحبة البيت و اخيها يعتنون بي و يشفقون على كثيرآ
لقد خفت ان احبهم حتى لا افقدهم كما الذين قبلهم لكنني احببتهم
سناء هو اسمها و احمد اسم اخيها
اخبرتني انها اخته الكبرى و هي غير متزوجه و يعيش معها اخيها احمد ليس لديهما قارب و ليس لهم غير بعضيهما
اخبرتها قصتي فـ بكت بكاء جعلني نحيبه استرجع الذكريات المؤلمة فقط دون الجيدة
سمحت لي سناء بالمكوث معهم و انا ليس لي محل اخر حتى لا استطيع
امضيت معهم اياما جعلتني اتناسى ألمي و عزابي و كل الزكريات السيئه
سناء كانت تتحدث عن اخيها امامي كثيرآ , في البداية لم اكن اعلم الى ما تلمح حتى عرضت علي الموضوع و هو ان احمد
يريد الزواج بي و تبني طفلي
لا اعلم ماهية مشاعري تلك اللحظه ف رق العمر بيننا كبير قرابة العشرون عاما لكن هل لي ان افكر حتى في هذا و هو يريد
ستري و تبني طفلي , سيقدم له الحياة الجيدة التى لم احظ بها كما ان فارق العمر لا يهم
تم الزواج قبل شهر من ولادة طفلي , كنت فرحة بهذا الزواج بـ هؤلاء الاشخاص , و لان الامور اصبحت افضل الان
لقد عشت سعادة فقدتها منذ وقت طويل , منحوني كل شيء و انا لهم شاكرة فقد اصبحوا الان عائلتي!
……..
ذات ليلة عاودتني آلام الحمل خصوصا لانني في الشهر الاخير لكن هذه المرة كانت لحظة الولادة ,, اخذني احمد الى المشفى و
اتذكر النظرة على وجهه نعم نظرة اب ينتظر ابنه الاول نظرة زوج خائف و قلق على زوجته كم اسعدتني !
خرج الى الحياة بعد آلام شديدة طفل جميل رائع اسميته وليد تيمننا بـ اسم والدي (زوج والدتي) و املت ان يصبح مثله فى
المستقبل
جلب وليد الفرحة الى المنزل , سناء و احمد الذي اصبح والده لم يقصرا و كانه فعلا ابنهم , لهم علي و على طفلي فضل لن
انساه ما حييت ..
……..
وليد الان في العام الثاني , كل يوم مضى ملائه سعادة و ما زال , تذوقت الفرحة بقدومه الى الدنيا
بدأت في الاونة الاخيرة تراودني الام كنت اتغاضاها لكن اصبحت لا تطاق و في ذات مرة اغمي علي من شدة الالم , لم اوع على
نفسي الا و انا في المشفى , وليد و والده احمد و سناء بقربي
اخبروني بما حصل و اجريت لي الكثير من الفحوص و الان بـ إنتظار النتائج
جاء الطبيب الى غرفتي و طلب محادثة زوجي على انفراد , قلقت من الامر لكن سناء كانت بقربي و كذلك صغيري
..
عدنا الى المنزل , طمانني احمد بانه ليس هنالك شيء للقلق فقط علي اخذ الدواء و سأصبح بصحة جيدة
احمد لم يكن على طبيعته كان يبدو عليه الحزن و القلق و كان يتفاداني كثيرآ حتى واجهته بالامر
اخبرني بعد الحاح مني انني مصابة بـسرطان في الرحم و قد انتشر بصورة كبيرة و يقول الطبيب ان ما تبقى من عمري عضويا
ليس اكثر من عام واحد
أوتعلمون تلقيت الكثير من الاخبار السيئه حتى ما عادت ذات تأثير ,, ساحارب المرض من اجل طفلي , ساقضي ما تبقى من عمري
بقربه اعتني به و ارعاه حتى يحين موعد مغادرتي من الدنيا , لكن لست قلقه فـ صغيري في ايد امينة , سـأودع الدنيا مطمئنه فـ
انا نكتـــه !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.